الاحتفال باليوم العالمي للعمال أم للبطالة…حامد أبو عمرة
الاحتفال باليوم العالمي للعمال أم للبطالة ..؟!!
بقلم / حامد أبوعمرة
بداية في اليوم العالمي للعمال أتقدم بخالص التحيات من الوجدان ،واحتراماتي وتقديري للطبقة العاملة ،في كل بلدان العالم ، أولئك الجنود المجهولون ،والذين لولاهم ما قامت حضارة ،ولا رقي أو تقدم أو نهضة ..! وأني هنا أقول للذين يتصورون أني أبالغ بالقول ..ماذا لو تصورتم ،قيام العمال في كل العالم بأضرابٍ ولو لأيام قليلة …سيتوقف كل شيء ،ولكن ، ومن المفارقة الغريبة أننا في كل عام ٍ ببلاد العرب أوطاني ،وفي بلاد المسلمين ،نحتفي فنشارك الغرب باحتفالات هي وهمية، في حياتنا عارية عن الصحة ، وهي فقط حية ترزق في واقعهم ،والأغرب عندما تكون البداية بالاهتمام بقضية العمال قد بدأت من بلاد الغرب …اليوم بينما ،تذكرت أيها السادة ، الشعار الخالد الذي رفعه كارل ماركس ذات يوم ٍ ،وهو مؤسس الاشتراكية العلمية ،هو ورفيقه انجلز ذاك الشعار الشائع “ياعمال العالم اتحدوا ” ،ضحكت بصوت ٍ حاولت أن ألملم فيه نفسي حتى لا يُقال أني قد فقدت صوابي …قلت في قرارة نفسي ،أي عمال ٌ أولئك ..؟!! وهل من عمال بعمق المصطلح في بلادنا ،حتى نرسم على شفاهم بسمة الاتحاد ،والأمل …؟! والله من العيب أن يحرك قضية الاهتمام بالعمال في تاريخنا المعاصر من وصفناهم بالرأسماليين ، أو الاشتراكيين ،وقتما كانت البطالة ،وقلة العمال قضية كانت تهز مؤسسات النظام الرأسمالي ،ولما قام العمال بالاتحاد وهبوا بمظاهراتهم أو ثوراتهم ضد الظلم ،والاضطهاد ،والاعتقال حينها فقط قد تم جني الثمار لتلك المأساة الفظيعة ،والتي مازلنا نعاني منها ليومنا هذا في بلداننا العربية … رغم أن أول من أثار تلك القضية في الواقع ،ووضع لها حلا، هو سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، عندما سأله سائل من الأنصار عن المال ، لم يعطه الرسول صلى الله عليه وسلم مالا ، ولوكان ذاك العلاج الشافي ، لما تردد رسولنا الكريم في ذلك لكن.. طلب من الرجل أن يبيع من بعض متاعه أو مما يملك بعدما سأله،ومن ثم كلفه أن يشتري قدوما ولما جاء به ، فشد النبي بيد الشريفة عليه عصى ، القدوم حديد فقط يحتاج إلى عصى ، فالنبي الكريم بنفسه وبيده الشريفة شد عليه عصى، وقال له: “اذهب فاحتطب …الى آخر الحديث “لكن اليوم في أيامنا ،هناك من يجبر الناس المساكين ،والمغلوب على أمرهم ،ببيع متاعهم ،وأنفسهم .
التعليقات مغلقة.