الاسلوب الخبري
وجيهة السطل
الأسلوب في صياغة التركيب العربي على نوعين: إنشاءوخبر .
وقد سبق لي الحديث في منشور سابق عن أسلوب الإنشاء .واليوم موعدنا مع الخبر
ثانيًا :الخبر :
الخبر بتعبير موجز إلقاء الألفاظ بمعانيها الواضحة الصريحة ببساطة مباشرة ودون تكلف.
أ- تعريفه: الخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب لذاته.
وإنما يكون ذلك بالنظر إلى مفهوم الكلام الخبريِّ نفسه دون النظر إلى المُخبِر أو الواقع. او بتعبير أبسط ما ليس بإنشاء فهو خبر .
والخبر الحقيقي هو مايقصد منه إيصال معلومة فحسب .ويكون لإفادة المخاطب معلومة في نفي أو إثبات يحملها ماض من زمان، أو مستقبل، أو مستمر نحو:
مثل: ولد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في عام الفيل .
ويشرح المعلم الدرس .، .ومشرقةٌ شمس الأمل .
أو : ما ذهبت إلى العمل اليوم . لا أحب النفاق .ليس الدرس مفهومًا .
ب – أقسام الخبر : الخبر على ثلاثة أقسام : واجبٍ وجائزٍ ، وممتنعٍ.
وهذا يتبع أقسام الحكم العقلي على مايتلقاه الإنسان من أخبار التي هي: الواجب والجائز والمستحيل أي الممتنع .
فعندما يكون العقلُ المجرَّد هو الحكَم ينتج عن ذلك حُكمٌ هو الحكم العقليُّ، حيث يحكم العقل من خلال الضّرورة التي تطرح المعطيات.
فالواجب: هو الذي يقبل الثبوت فقط، أو لا يُصدِّق العقل انتفاءه أو عدم وجوده .نحو قولنا : النار محرقة . ماء البحر مالح . الشمس تشرق صباحًا .
والجائز: هو الذي يقبل الثبوت ويقبل النفي.نحو : ضرب أخي ابنه . لقي الأب ابنه ببشاشة .
والمستحيل أو الممتنع : هو الذي يقبل النفيَ فقط، فلا يُصدّق العقل وجوده، أو لا يَتصوّر العقل وجوده. نحو قولنا: الفيل يبيض أو : الابن أكبر من أبيه .
ج – المعاني التي يحتملها لفظ الخبر: قد يرد الكلام بلفظ الخبر، ويراد منه معانٍ أخرى.
قال ابن فارس -رحمه الله -: (والمعاني التي يحتملها لفظ الخبر كثيرة ومنها ما يخرج به إلى الإنشاء الطلبي أو غير الطلبي) . ونقول في دراسته بلاغيًّا : خبر خرج إلى الإنشاء .
فمنهاغير الطالب نحو:
- التعجب نحو: ما أحسن زيدًا! والتمني نحو: ودِدتُك عندنا.
- والإنكار: ما له عليَّ حق.
- والنفي: لا بأسَ عليك،
- والأمر نحو قوله – جل ثناؤه -: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ} سورة البقرة: ٢٢٨ – والنهي نحو قوله: {لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} سورة الواقعة: ٧٩
- والتعظيم نحو: سبحان الله.
ومنها الطلبي:
قد يكون اللفظ خبرًا والمعنى دعاء وطلب، فيصبح إنشاءً في المعنى . - ويرد الدعاء بصيغة الماضي .ومعناه الأمر . نحو: عفا الله عنه.ألهمَك ربي الصواب أي لِيلهمْك ربي . ومثلها: متعك الله بالصحة . وجزاك الله خيرًا. وصلى الله على محمد .
- وبصيغة المضارع ربي يخليك لأولادك أي أسأل الله أن يتركك حيًّا بينهم لترعاهم . ربي يسعدك ومعناه أدعو الله أن يسعدك …ويقول القائل: أستغفر الله، والمعنى: اغْفِر لي ياالله. لأن الطلب من معاني زيادة الألف والسين والتاء.
- وقد يخرج الخبر إلى الوعد نحو قوله – تعالى – : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} سورة فصلت: ٥٣
- والوعيد نحو قوله: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي منقلب ينقلبون }سورة الشعراء: ٢٢٧
- ومن الخبر الإنشائي ،كل ماض سبق بلا النافية . فهو دعاء بالخير أو الشر.
نحو: لا بارك الله في الدنيا. لافض قوم.
وربما كانت العبارة خبرًا، والمعنى شرطٌ وجزاء، نحو قوله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} سورة الدخان: ١٥.
فظاهره خبر، والمعنى: إنا إن نكشف عنكم العذاب تعودوا.
ومثله {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ: فإمساك بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان} سورة البقرة:٢٢٩. المعنى: مَنْ طلقَ امرأته مرتين فليمسكها بعدهما بمعروف أو يسرحها بإحسان…..
التعليقات مغلقة.