في المسألة المصرية الروسية وليبيا وغزه والسودان واوكرانيا
الامن القومي وعندما يحكم رجل المخابرات القوي
بقلم / عصام القيسي
مااشبه اليوم بالبارحة وتتشابه ظروف الدول والامم وسطور وتاريخ وصفحات تكتب في تاريخ الامم والشعوب والدول .
ومصر ليست دولة عادية بل هي دولة محورية في تاريخ العالم وحجز زاوية بين دول الكرة الارضية ومحرك اساسي وفاعل عبر التاريخ .
ومصر الان وبعد ان نهضت من كبوتها بثورتها في 30 يونيو ونجاه سفينتها التي كادت أن تتحطم وسط الامواج المتلاطمة بعد ان ادار دفتها ربان ماهر وطاقم وطني محترف .
ولعل المراقب والمحلل ينجلي له بوضوح أن ” الأمن القومي ” هو حياة ” الدولة ” ومسألة ” وجودية ” وكما نقول في العامة ” حياة أو موت ” .
وعندما يحكم رجل المخابرات وعندما نتحدث عن رجل المخابرات فلابد ان تعلم انها صفات خاصة وتربية خاصة وفكر خاص وآفاق ورؤى وابعاد واستراتيجيات وغزارة معلومات حقيقية لاتنطبق على غيره ولاتتوافر عند الكثير .
وعندما يقول النسر المصري وأحد أعظم رجال المخابرات في العالم ” لاتصدق كل ماتسمع ونصف ماترى ” فهو منهج اصيل من مناهج الحياه والمخابرات والامن القومي .
ومن الغريب انه في الغالب ان تصرفات الرجل القوي ورئيس الدولة قد لاتجد صدى بل ويعارضها رجل الشارع وكثير من المفكرين والكتاب والاعلاميين بل ورجال السياسة ولو استمع الرئيس القوي ورجال الامن القومي لهم فلن يكون هناك دولة ناهيك عن الامن .
ولعبة الامم ولعبة الدول تتم دائما على محورين محور داخلي في داخل الدولة ومحور جغرافي خارجي عبر الحدود .
والامن القومي ينصب أولا على حماية الدولة من المحور الجغرافي الخارجي قبل حمايتها من المحور الداخلي لان الحدود والخطر الخارجي هو ماسينعكس عليه الخطر الداخلي والامن المحلي او امن الداخل .
وفي المسألة الاوكرانية يصر بوتين اصرارا قوميا على وقف الخطر الخارجي لروسيا ممثلا في اوكرانيا التي اصبحت لقمة سائغة لدى الغرب وحلف الناتو ليقف على الحدود الروسية في تهديد وخطر طويل المدي واستراتيجي على الدولة الروسية التي كانت اصابها الوهن والضعف بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بلعبة غربية على يد جورباتشوف .
ليأتي رجل المخابرات القوي بوتين ليستميت في عودة روسيا القوية وحماية الامن القومي الروسي من الخارج ومن الغرب ولو وصل الامر الى حرب عالمية .
ولعل اصرار روسيا على ذلك بدأ واضحا للعالم كله واصبح الحديث جادا بل وصل الى طرح خيار اخير بضم اوكرانيا ثانية الى روسيا ككل .
وبالتطبيق على المسألة المصرية ستجد ان وضع روسيا ومخاوفها وخطورتها لايأتي 1% من التجربة المصرية والتي كانت مصر في خطر ماحق .
مصر كانت مهددة بعدم الوجود ولك ان تتخيل ( حدود شرقية مفتوحة ) بها الاف من الانفاق تلعب بها دول مثل ايران وتيارات مثل حماس وغيرها وكافة المنظمات الارهابية بل ومخابرات دول .
وحدود غربية مفتوحه بدولة غير مستقرة وتلعب فيها دول مثل تركيا وقطر وكذلك دول اخرى وكافة المنظمات الارهابية والعصابات العالمية .
حدود جنوبية وخطر يهدد مصر بالوجود ممثلا في اثيوبيا وسد النهضة والنزعات الانفصالية مثل حلايب وشلاتين واحاديث عن النوبة .
هذا عن الخطر الخارجي فمابالك عن الخطر الداخلي من جماعات ارهابية وعصابات الاجرام والبلطجة والطابور الخامس الذي يحركة جهات ودول اجنبية وعصابات عالمية فضلا عن رجال سياسة وفكر اصحاب مصالح وتبعات خارجية يلعبون لمصالحهم وضد الدولة المصرية .
ولعلنا نبحث ونعود للخلف قليلا عندما نجد رجل المخابرات القوي السيسي ورجال الامن القومي المصري والذي كان لديهم كل تلك المعلومات والمخطط الاستراتيجي لمحو مصر من الوجود ونهب خيراتها وكل مافيها .
نفس التجربة الروسية هي التجربة المصرية ولكن مصر كانت بشكل افظع ومخيف لانها داخليا وخارجيا وغربا وشرقا وجنوبا وداخليا .
حرب الوجود التي خاضتها مصر بقيادة رجل المخابرات القوي ورجال الامن القومي المصري لم تكن سهلة خاصة انها تلقى معارضة وعدم فهم ووضوح للرؤية لدى رجل الشارع المصري بل معارضة .
شرقا اغلقت مصر المعابر وقامت بحرب ضد الانفاق وحرب شرسة وسط صرخات خنق غزة والتخلي عن القضية الفلسطينية وقتل وتهجير اهالينا في رفح وسيناء ونجح الامن القومي المصري في غلق الحدود الشرقية وحماية مصر في حدودها الشرقية .
وغربا كانت حربا ضروسا مع حدود غربية طويلة ونفوذ دول مثل تركيا وقطر وجماعات ارهابية منظمة وعدم وجود دولة ليبية وكانت الحرب الاشرس وانتصرت فيها مصر .
ثم اتجهت مصر جنوبا لمشكلة نهر النيل والخطر الداهم وتوسعت مصر افريقيا ومشروعات عملاقة للحفاظ على حق مصر في الحياة والمياة .
ولاننسى الخطر الشمالي المتمثل في البحر المتوسط ومشكلة الغاز والحدود البحرية والخطر البحري من تركيا والتي انتصرت مصر فيها باعادة تاهيل وتسليح القوات البحرية المصرية والدبلوماسية في علاقاتها بقبرص واليونان .
ولاتنسى القواعد العسكرية المصرية غربا وجنوبا للتدخل السريع وابراز مخالب النسر المصري ان طلب الامر .
انتصرت مصر ونجت بفضل الله ونجحت ونجح رجل المخابرات القوي ورجال الامن المصري في حماية مصر ووصولها لبر الامان .
وتدور الان معركة البناء والتعمير بناء الجمهورية الجديدة التي لابد ان نكون نحن ابناء مصر اهم سواعدها للحفاظ على وطننا الغالي ومستقبل ابناءنا .
عندما يحكم رجل المخابرات القوي الوطني ومااشبة مصر بروسيا .. ومصر اصبحت دولة عظمى وتحيا مصر
عصام القيسي – القاهرة – 2022/02/22
التعليقات مغلقة.