الانقلاب المقدس د.أحمد دبيان

الانقلاب المقدس د.أحمد دبيان

كان الدكتور مصدق رئيساً لوزراء إيران أيام الشاه فى الخمسينات من القرن العشرين . وقد
جاء مصدق إلى الحكومة الإيرانية قائداً لثورة مدنية حقيقية، ولم يكن مدبراً لانقلاب يضع النياشين والرتب والأوسمة على بزته العسكرية. قطع مصدق طريقاً طويلاً قبل أن يصل إلى مركز صنع القرار، حيث بدأ الطريق في عمر الرابعة والعشرين إبان انتخابه نائباً عن أصفهان في البرلمان الإيراني عام عام ١٩٠٦. بعدها سافر مصدق إلى فرنسا للدراسة ومن ثم إلى سويسرا لتقديم أطروحة الدكتوراه في القانون الدولي؛ وشغل بعد ذلك منصب وزير المالية في حكومة أحمد قوام السلطنة عام ١٩٢١ ولاحقا وزيرا للخارجية في حكومة مشير الدولة عام ١٩٢٣. بعدها أعيد انتخاب مصدق نائباً في البرلمان، فكان أن ظهرت ميوله المعادية للإستبداد بأن صوت ضد انتخاب رضا بهلوي شاها على إيران عام ١٩٢٥. وتوج مصدق نضوجه السياسي بقيادة الجبهة الوطنية أو جبهه ملي التي أسسها سوياً مع الدكتور حسين فاطمي، و أحمد زراكزاده، و على شاكان، و كريم سنجابي وكان من أهدافها تأميم النفط الإيراني وتحديدا شركة النفط الأنجلو-إيرانية.

العملية أجاكس او operation boot
عملية التمهيد بالمسمى البريطانى، فى ايران كانت انقلابا مدعوما امريكيا وبريطانيا ضد الدكتور مصدق المنتخب دستوريا كرئيس وزراء والذى امم مصافى البترول من الشركات البريطانية فى عبدان ، ايدته الجماهير وهرب الشاه خارج البلاد .

وحين رأت انجلترا وامريكا رجلها وقد كاد ان ينتهى حركت هذا الانقلاب ضد الوطنى الدكتور مصدق ، وكان مايسترو الانقلاب رجل المخابرات الامريكية كيرميت روزفلت .

من الشخصيات الفاعلة هامشيا فى حركة الشارع التى انقلبت على الدكتور محمد مصدق كان رجلاً رياضياً سابقاً يدعى شعبان الجعفرى ( شعبان بى مخ )
او شعبان بدون مخ بالفارسية ،كما أطلقت عليه الجماهير .

كان آلة تخريب ضخمة وفعاله ،

شهرته جاءت بعد نجاح الدكتور مصدق فى تأميم البترول الايرانى فى عبدان فى الخمسينات ،

ولاءه للملالى كان غير محدود ،

استخدمته القوى الدينية وقتها ، متحالفة مع الشاه خوفاً من المد اليسارى وحزب توده الايرانى والذى كان يؤيد رئيس الوزراء المنتخب ، رغم ان الدكتور مصدق ذاته لم يكن أبداً من اليسار ايديولوجياً،

تحالف الشاه مع الملالى وقتها ، واستخدم كيرميت روزفلت القوى التى تتحكم دينياً فى الشارع ومنها آية الله كاشانى رغم انه فى البداية كان مؤيداً لمصدق ،

قاد الجعفرى مظاهرات واضطرابات فى ايران أطاحت بالدكتور مصدق فيما عرف لاحقاً بالعملية آجاكس وعاد الشاه بعد ان كان يعد العدة للهرب خارج البلاد .

العملية آجاكس كانت ( بروتوتايب )

Prototype

او نموذجاً أوليا لاستخدام الاسلام السياسى ، والقوى الرجعية لتحقيق التمدد الامبريالي باقل كلفة ومن الداخل

From within

ربما كان لظهور منظرين فكريين اسلاميين تقدميين ، أمثال الدكتور على شريعتى لاحقاً الفضل فى اعادة استقامة البوصلة الوطنية بعد انحرافها وسحب البساط الجماهيرى من حزب تودة .

بعد الإطاحة بالدكتور مصدق ، ألقى القبض عليه وكاد الشاه ان يعدمه لولا ضغط الدول التى إعادته على عرش الطاووس ، فأجبرته على الاكتفاء بتحديد إقامة الدكتور.

شعبان الجعفرى كان رياضيا وبطل رفع اثقال وهو نموذج للفئات التى تجندها قوى الاسلام السياسى ،

ذكاء محدود ، ولاء لاى حراك يرتدى أقنعة الدين ، وعقل متلقى يتحول لآلة قتل عملاقة وآلة تخريب غير محدودة حين يتم تكليفه بهذا حتى ولو على حساب الوطن .

توفى الجعفرى لاحقاً فى امريكا حيث نال حق اللجوء السياسى وهاجر اليها بعد الأحداث .