الباب ينتظر
بقلم مايسة إمام
الباب ينتظر طرقات الصغيرة العابثة يفتح لها ذراعيه مبتسما إبتسامة ذات مغزى ، وهي تخطو نحوه بخطى وئيدة ثقيلة عنيدة ،تطرقه بأصابع مرتعدة وتهرول فارة كعادة الصغار
تبحث عن حلى راسها تغازل شعيراتهابحنان،ترتدي أجمل مالديها من ثياب الحياة لتختطف من الزمن سويعات تلهو بين الصغار، تتقافز مثلهم فتعاندها قدماها، تحاول الفوز في سباق العدو فتخونها قواها ،عندئذ تنظر اليهم باسمة دامعة قاهرة ضعفها بضحكات طفولية متتالية وتكمل اللعب بعناد المقاتل الجريح الذي يأبى الإستسلام والسقوط …..الباب ينتظر
تقود صويحباتها وترسم خطة اللعب ،توزع الأدوار ليستمتعوا جميعا بمذاق اللهو ، تسعدها نظرات الإعجاب المنبهرة بما تفعل رغم ضعفها فتشعر بالفخر وتبعث فيها القوة من جديد …..الباب يتنظر
تلعب ..تلهو ….تتقافز كفراشة ….وتعيش كما لم تعش من قبل
ثم تعود أدراجها لكينونة فرت منها كسجين تجرع كأس الحرية ثم حرم منها فتملكه الحزن والباب ينتظر، يبتسم ابتسامة خبيثة
نظرت والدموغ بعينيها تنطق بما يخالج القلب ثم التفتت نحو رفيقاتها تودعهم بحزن لكن ابتسامة الطفولة غلبتها واستحالت ضحكات صاخبة وهم يلوحون لها ، الباب فاغرا فاه كأفعي جائعة تمني نفسها بوجبة مشبعة جديدة ولذة إنتصار لا تضاهيها لذة ، فجأة تراجعت وارتعدت نظرات الافتراس وزال بريق الصياد للفريسة من عينيها أمام عناد الطفولة الجريئة ، أمام عينين براقتين نابضتين بالحياةو قلب يرفض اليأس والعجز والشيخوخة ،أعلن الباب هزيمته أمام الصغيرةالتي حملت ضحكاتها خمسين عاما ……
ولم يعد الباب ينتظر
التعليقات مغلقة.