البان حصانة واستقامة… هنا سعد

البان حصانة واستقامة

بقلم هنا سعد

اعتدت التجول بين الزهور والنباتات فى موسم الربيع لأقتني بعضًا من الأعشاب العطرية، بالإضافة إلى ما يروق لى من الورود ذات الألوان الجذابة والرائحة الزكية.
ولكن تلك المرة جذبتني نبتة غريبة لم أرها من قبل. لها ِساق رفيعة شديدة الاستقامة، لونها يميل إلى الرمادي،وفى الأعلى تخرج عدة أعواد خشبية بنية اللون، ثلاثية الأبعاد فتحها لنا صاحب المشتل بالكاد وملأ يده بحفنة وفيرة من الحبوب لنتذوقها، تسمى حبوبها “الحبة الغالية” ؛الآن علمت لماذا تخبئينها داخل اروقتك الحصينة؟.
عندما عرفت اسم الشجرة قررت الشراء فورًا لما لها من حضور طاغٍ في الشعر العربي، فهي شجرة الحب، وشجرة الحياة، وشجرة المورينجا أوالمورينغا، وشجرة اليسر، أواليسار، كانوا يصفون بها المرأه الجميلة الطويلة الرشيقة.وذلك لطول قامتها، وعودها الممشوق، وليونة أوراقها إنها “شجرة البان”.
قال شوقي
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي فى الأشهر الحرم
ولكني رأيت أيضًا لهذه الشجرة حصانة واستقامة
فهى تحفظ أبناءها من الحبوب فى جوف من الخشب المتين، وتنصب عينيها على طريق الاستقامة الطريق العلوي، الذى يبتغيه كل عاقل .
أي شجرة هذه التى تشق طريق الاستقامة، ولاتلتفت للمعوجين حولها، و تزداد استقامة كلما زاد عمرها، شجرة ذات كبرياء بالغ، متجهة دائمًا لأعلى، لاتعير ما يتساقط أدنى اهتمام حتى فروعها، وبذورها المحفوظة فى إطارها الخشبى ينظران لأعلى فى شموخ متناهٍ.
تعيش على مبدأ ومن أحياها…. نعم! فهى تعمل جاهدة على تنقية المياه من الشوائب والبكتيريا فى الوقت نفسه بكفاءة تصل إلى 99% لما لها من خاصية تجميع وترسيب الشوائب العالقة بالماء لتمنح البشرية حياة أخرى .لذا صدق من أسماها “شجرة الرواق”
ليتنا نعيش كالبان؛ ننتج الثمين الغالي. ونحفظه بعناية، ونهديه لمن حولنا. ونزيل كدر الحياة عمن يقاسي؛كما تزيل هى عكارة المياه.ليتنا نتخذ من طريقها مسلكًا وهدفها مقصدًا.