البحث عن الصحابة “عمار بن ياسر ” د.أحمد دبيان
البحث عن الصحابة “عمار بن ياسر ” د.أحمد دبيان
تقتله الفئة الباغية وهذه الفئة ومن بغيها استخدمت تطرفات التأويل واللى الممنهج للنص لتزعم ان من قتلوه هم الذين أخرجوه.
اسلم كما اسلم الكثيرون على يد أبى بكر الصديق رضى الله عنه .
وككل المهمشين كان يكتم ايمانه هو وأمه سمية واباه ياسر بن عامر .
عمار بن ياسر وهج إيمان المستضعفين والحلم بالمساواة والإصطدام بالمحاولات الدؤوبة من الذين يشعرون بعظم خطر تلك المساواة على مكاناتهم ومكتسباتهم ، كسر تلك الإرادة.
شارك فى كل حروب المواجهة لتعضيد الدعوة وبناء الدولة وهو فى نضاله هذا كان يدافع عن مصالحه ومكتسباته التى جاءت بها ثورة الإسلام والبعثة المحمدية .
كان عمار هنا شأنه شأن بلال وسلمان والمستضعفين الذين سبقوا بالإيمان يدافعون عن هذا الألق الذى توهج فى نفوسهم مع نورانية ثورة الكلمات:
(الناس سواسية كأسنان المشط الواحد لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى).
والتقوى هنا الفعل والحركة والعمل والحراك الذى يبنى المجتمع ويصنعه خلقاً آخر.
عمار بن ياسر أكبر مثال على القراءة الجدلية للتاريخ وفسادات التأويل
فمن مطوع لحادثة الإستشهاد لمصلحة هذه الفئة أو تلك.
تبقى الحقيقة نوراً وهاجاً لمن يملك استبصار الرؤية .
كان عمار بن ياسر من الموالى قدم أباه ياسر بن عامر إلى مكة مع أخويه الحارث ومالك من اليمن يبحثون عن أخ لهم، فرجع أخواه، وأقام أبوه، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فزوجه أبو حذيفة بجاريته سمية بنت خياط، فولدت له عمار. أعتق أبو حذيفة عمار، فصار عمار بذلك مولى لبني مخزوم كان من السابقين إلى الإسلام حيث اسلم مع صهيب فى دار الأرقم بن أبى الأرقم.
كان من الموالي في مكة، ولم تكن له قبيلة تمنعه، فقد استضعف هو وأهله، وعُذّبوا ليتركوا دينهم.
وككل المستضعفين ذوى البصيرة أدرك بعد انتقال الرسول الى الرفيق الأعلى ان مرحلة انتقاء المتصدر للمشهد ما بعد سيدنا محمد ستحكم الآتى إما بترسيخ مكتسبات المهمشين والمستضعفين فى المساواة والعدل والدفع الإجتماعى بالفعل والحركة والعمل ، أو بردة ثورية يتصدرها أصحاب المصالح التى تضررت بتلك المكتسبات الثورية الهائلة .
ولهذا كان إنحياز عمار بن ياسر للإمام على بن أبى طالب ، إنحياز المستضعف المدرك الذى يختار ما بين متربص بذلك التغيير الثورى يأمل تقويضه ومن ينتهج الدعوة التى أُرسل بها محمد عليه الصلاة والسلام لضرب التمايز والإحتكار والإستعلاء والطبقية .
أستشهد عمار بن ياسر مدافعاً عن الحق الذى إرتآه فلم يعتزل جبناً أو إجتهاداً سلبياً بالإعتزال لم ينصر الباطل ولكنه خذل الحق فقتلته الفئة الباغية التى خرجت لتقوض مكتسبات الرسالة الخاتم ولتنتقل البشرية بعدها الى الإجتهاد الثورى إستلهاماً بسير المناضلين .
التعليقات مغلقة.