موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“البراغما “العشق الأبدي ” وفلسفة الخلود والإبداع ” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” قبلة على ثغر أوغاريت” للشاعر السوري محمد قجـة.. نقد وتحليل أسـامـة نــور

389

“البراغما “العشق الأبدي ” وفلسفة الخلود والإبداع ” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ” قبلة على ثغر أوغاريت” للشاعر السوري محمد قجـة.. نقد وتحليل أسـامـة نــور


النص :- “قبلة على ثغر أوغاريت ” شعر : محمد قجة


– 1 –
عانقي البحر ونامي في ذراعيه رضيه
ﻻ تخافي منه
فالعاشق ﻻ يقوى على فعل أذيه
يترضاك … خذي منه ،كما شئت ،هديه
أنت من نورت دنياه بفجر “اﻷبجديه”
– 2 –
يحمل الدنيا الى كفيك عربون محبه
باذلًا في حبك المسحور عينيه وقلبه
وإذا أومأت فاﻷمواجُ
تحني رأسها رعبا ورغبه
صار في كفيك من “صور”الى “قرطاج” لعبه
– 3 –
يا عروسًا… يضفر البحر على جبهتها
إكليل تاريخ ندي
يغزل اﻷلحان في مسمعها بحة نايٍّ
مترف الوقع شجي
زفَّها الموج الى الليل تراتيل نداء أبدي
– 4 –
يا عروسًا قبَّل البحر حنانًا شفتيها
وانحنى يغسل في حبٍّ ووجدٍ قدميها
ترقص اﻷضواء في مرفأ عينيك
وتلقي معطفيها
وتناجيك ، عناقًا ، أنتِ منها ..وإليها
– 5 –
الزمان البر قد أقبل والشمسُ
منار في يديه
يزرع الشمس على ثغرك شلال أماني
فخذي كفيهِ في كفيك ينبوع حنانِ
واغرقا في قبلةٍ

تحفر في نبض الزمانِ

النقد والتحليل


مقدمة :-
تعددت أشكال الكتابة ،واتخذ المضمون أبعادًا كثيرة …
وظهر المؤيدون لشكل ما ،والرافضون لذات الشكل ،
المتمسكون بأخر..فنشأت المدارس الشعرية والأدبية
التي كان لها- في رأيي- الفضل الكبير في الحفاظ على اللغة العربية وعلومها ،والمحافظة على جوهر الإبداع وتحريك الفكر وبعث الإبداع ..
ورغم تعدد الأشكال ،يبقى الإبداع هو الفيصل والحكم
الذي نستند إليه ،فطالما توافق الإبداع وحضر الإمتاع ،
وتوافرت فنيات الشكل الشعري .كان للنص هيبته ووقاره
وأصبح في بوتقة الشعر وواحته الغناء.
…ومنذ ظهور الشعر الحر ” شعر التفعيلة ” على يد” نازك الملائكة” وقصيدتها “الكوليرا”ووجد الشعر الحر صراعًا
بين المؤيدين والمعارضين ..
…ولم يكن الصراع حول ماهية الإبداع وحضوره أو عدمه ،لكن كان الصراع حول الشكل ،
ووقف المعارضون عند تعريف الشعر على أنه” كلام موزون مقفى ” وهذا تعريف جاء ليوافق زمنه وتناسى الواقفون عند هذا الزمن أن الإبداع لا يعرف الحدود ، بل يجب أن يتجاوزها سواء كان في شكله القديم أو تجاوز هذا الشكل .
…..؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛………

**“ماهية العنوان ودلالته”
يحملنا عنوان النص وخاصة كلمة “أوغاريت ” إلى البحث والتفكير ؛ لأن هذا النص بطله ومحوره الرئيس هو العنوان …
وهذا يعود بنا إلى “عتبات النص”
عند الباحث والناقد الفرنسي “جيرار جينيت” ويعد العنوان من أهم العتبات النصية عنده ؛فهو عتبة موازية يسهم في فهم وتحليل النص. ، وعلم العنونة تكمن أهميته في أنه يهب النص كينونته بإخراجه من فضاء العقل إلى فضاء المعلوم.
والعناوين عند جيرار جينت “مجموعة من العلامات اللسانية يمكن أن توضع على رأس النص لتحدده ،وتدل على محتواه”؛ لإغراء الجمهور بقراءته .
-كما أن العنوان يحدد هوية النص ويشير إلى مضمونه ، وهو الموجه الرئيس للنص ، ويعلن عن مقصد ونوايا المبدع ..ويعتبر السيميائيون العنوان بمثابة سؤال إشكالي .
ويعرفه LeoHoek هويك بأنه”
مجموعة من العلاقات اللسانية تعلن عن فحوى النص ”
ويرى جين ريكاردو JeanRicardo أن العنوان رحم حصب يتمخض فيه النص وينمو..
وبالنظر في عنوان هذا النص ”
“قبلة على ثغر أوغاريت ”
نجده عنوان يبعث على التساؤل والحيرة …فمن أوغاريت؟! .هل هي أنثى أم مكان أم …أم….؟!
استخدم الشاعر المجاز والتمويه في العنوان وكذلك في متن النص؛
ليوهمنا أنها علاقة حب وعشق بين
رجل وأنثي..وهي كذلك ولكنه عشق من نوع أخر! هو عشق تاريخي بين البحر ومدينته التي يحتضنها “أوغاريت” …

وهكذا فإن الشاعر يتحدث عن مدينة أوغاريت ذات التاريخ العريق ،والحضارة الزاهية وعن احتضان البحر وعشقه لها.

**”أوغاريت “مدينة سورية قديمه ، ويصنف علماء الآثار سوريا مركزًا لأكثر من أربعين (٤٠) حضارة
شهدت مدينة أوغاريت إحدى هذه الحضارات .
وقد أسس الكنعانيون مدينة أوغاريت في العصر البرنزي وشهدت أوج ازدهارها في القرنين الرابع عشر ،والخامس عشر قبل الميلاد.
تقع ” أوغاريت ” على الساحل الشرقي للبحر المتوسط
وشملت عدة ممالك ومدن كبرى ..
وقد اُكتُشفت أوغاريت عام ١٩٢٨م بواسطة فلاح سوري
حيث كان يحرث أرضه فاصطدم المحراث ببناية صلبه ثم تمَّ اكتشاف المدينة كاملةً على يد بعثة فرنسية.
تعود التسمية إلى أغاروا أي الحقل أو الأرض الخضراء.
وتعد أوغاريت دليلًا على الحضارة والرقي؛ فإن مملكة أوغاريت طورت حياةً اقتصادية وثقافية مزهرة.
كما أن شاعرنا ” محمد قجة” باحث حضاري ومكتشف ”
ومن هذه المعطيات النصية فإننا أمام نص يعتمد على خلفية تاريخية حضارية من جانب الموضوع ،وعلى خلفية علمية كشفية من جانب المؤلف .
فاوغاريت كُتب لها البقاء والخلود وعشق البحر لها ،
كما أن المبدع يبقى ذكره ووجوده ، وخلوده الفكري والإبداعي.
——؛؛؛؛؛؛———-
“من حيث الشكل ،والموسيقى الخارجية “
استخدم الشاعر المقاطع الشعرية في قصيدة تفعيلية على بحر الرمل حيث استخدم تفعيلة الرمل “فاعلاتن”
و بحر الرمل من البحور الرقيقة التي تناسب حالات العشق والوجد والهيام ،كذلك الروي في كل مقطع ..أعطى نغمة موسيقة ..
فقد استخدم الشاعر المقاطع ،وعددها خمسة مقاطع…وكذلك التفعيلة بأعداد مختلفة في السطر الشعري الواحد ..هذه المقاطع متحدة الموسيقى ..صنع في كل مقطع مع انتهاء جمله حرف روي ..
فيقول في المقطع الأول:-
عانقي البحر ونامي في ذراعيه رضيهْ
لا تخافي منهُ
فالعاشق لا يقوى على فعل أذيهْ
وكأنه بيت عمودي مصرع ولكن زادت التفعيلات في شطره الثاني
ويقول في المقطع الثاني.
يحمل الدنيا إلى قلبك عربون محبهْ
باذلًا في حبك المسحور عينيه وقلبه
فكأننا أمام بيت عمودي ولكن التفعيلات في كل شطرأربع تفعيىلات..
ويقول في المقطع الأخير
فخذي لعبة في كفيك ينبوع حنانِ
واغرقا في قبلة
تحفر في نبض الزمانِ
هنا الروي النون ..
من هنا نخلص إلى أن الشاعر جمع في بنيته بين القديم والحديث
وهنا جاءت الموسيقى مناسبة للحالةفقد حافظ على الوزن ..وحرف الروي رغم تغييره من مقطع لآخر
لكنه استخدم التفعيلة التي كانت قريبة من الشكل العمودي..
وكأنه بمضمون النص يعود بأوغاريت من بعيد تعود من أصل الحضارة والقدم للحداثة ، فجاء النص جامعا بين القديم والجديد
——–؛؛؛؛؛———
** “من حيث اللغة و المضمون والتجربة الشعرية “
استخدم الشاعر اللغة الحية المعبرة ،عن تجربته الشعرية
وإحساسه بالحنين للماضى العريق ،والحضارة الزاهية ،
ليعبر عن فخره وسعادته بانتمائه إليها ، وقد عبر عن ذلك في رقة
وعذوبة وتشخيص وتليمح ورمزية رائعة
وقد كتب النص في مقاطع ..يربط بينها حالة العشق والوحد
بين البحر ومحبوبته أوغاريت .
ويذكرنا ذلك..في تقارب بنية النص بمحمود حسن إسماعيل ، وإبراهيم ناجي ، وعلي محمود طه ، وغيرهم ..لكن الشاعر غير في عدد التفعيلات
يبدأ الشاعر نصه بالتركيز على موقع أوغاريت وعلاقتها بالبحر وكأنها تعانقه ، وتنام بين ذراعيه لقرون عدة ..فاستخدم الشاعر الأمر عانقي الذي يحمل النصح الإرشاد والرضا والموافقة والاطمئنان ..ويؤكده النهي لا تخافي..ثم التعليل “فالعاشق لا يقوى على فعل أذية” ؛ليزيل الشك ويزيد في الاقناع وهنا يخاطب الشاعر أوغاريت وكأنها أنثى يعشقها البحر.
ثم ينتقل الشاعر فيقول “أنت من نورت فجرالأبجدية” ؛إشارة إلى دور أوغاريت في الكتابة واكتشاف ووضع الحروف الأبجدية ثم امتدادها من صور إلى قرطاج ،ثم يصورها بعروس مما يوحي بالجمال والبهاء .
ثم يؤكد على دور أوغاريت في الموسيقي فقد كان لها الفضل في وضع أسس الموسيقى. فيقول :-
يا عروسًا… يضفر البحر على جبهتها
إكليل تاريخ ندي
يغزل اﻷلحان في مسمعها بحة ناي
مترف الوقع شجي
زفها الموج الى الليل تراتيل نداء أبدي
ويؤكد في المقطع الرابع عشق البحر لها وفي المقطع الأخير يبين عودتها للحياة واكتشافها .. فالزمان أعطاها قبلة لتظل خالدة باقية فيقول :-
فخذي كفيه في كفيك ينبوع حنان
واغرقا في قبلةٍ
تحفر في نبض الزمانِ
———؛؛؛؛؛؛؛——–

“من حيث الأساليب والصورالفنية “
استخدم الشاعر الأسلوب الخبري للتقرير والتأكيد مثل
أنت من نورت دنياه بفجر “اﻷبجديه”/ يحمل الدنيا الى كفيك عربون محبه/باذﻻ في حبك المسحور عينيه وقلبه/
صار في كفيك من “صور”الى “قرطاج” لعبه/
واستخدم الأسلوب الإنشائي لجذب الانتباه ..وإثارة الذهن
مثل الأمر “عاتقي “/فخذي / واغرقا ..
والنهي في قوله لا تخافي منه .
والنداء في يا عروسًا للتعظيم والتمليح والإطراء ./
ورغم أن الشاعر يتحدث عن الواقع وعن كشف علمي ، لكن الشاعر بالتعبير عن أوغاريت بالأنثى والبحر بالعاشق استطاع بمهارة أن يحولها إلى قصة عشق وبذلك نسج صوره وأخيلته بطلاقة وحرية ..
فاستخدم ..الشاعر الصور الكلية والجزئية ..واستحدث صورًا وتراكيبًا جعلت النص يخرج من الواقعية إلى الخيال والشاعرية ..فالعنوان “قبلة على ثغر أوغاريت” .فالصورة تعتمد هنا على التشخيص ؛حيث صورها بأنثى واستخدم الشاعر هذه الصورة ليبني عليها قصيدته وأخيلته ويحلق كيفما يشاء..
وكذلك عانقي البحر /أنت من نورت فجر الأبجدية/..والأمواج تنحني رعبًا ورغبه./.يا عروسًا..
والصورة الكلية المتحركة في /ثم زفها الموج إلى الليل
تراتيل نداء أبدي/يزرع الشمس على ثغرك شلال أماني/
واغرقا في قبلة تحفر في نبض الزمان .
فالصور جميلة حية انسجمت مع الرمز فتجاوزت الحد السمعي إلي البصري ..
حيث كان للرمز دور هام ..فكلمة فجر رمز إلى الحضارة والعلم ..الأبجدية رمز إلى معرفة وضع أسس الكتابة..قبلة الزمان رمز للبقاء والخلود…
——-؛؛؛؛؛؛؛؛———-
**”الموسيقى الداخلية،وفنيات الإبداع “
الموسيقى الداخلية لها دور كبير في النص ؛فهى التي تحدث التشويق والإثارة والاستمتاع ،وتظهر من خلال حسن اختيار الكلمات وتنوع الجمل والأساليب ، وحسن التقسيم ،وتوازن الجمل والعبارات واستنطاق الجملة ،واختيار المفردات المناسبة المعبرة عن الحالة الوجدانية والشعورية .
واستخدام التقطيع الصوتي والجناس والترادف والتضاد.وغير ذلك من المحسنات البديعية ،وجميل المعاني ونلحظ استخدام رائع للجمل في سلاسة وانسيابية واستنطاق لها ..يبرز الحالة في إطار فني بديع ..
يعتمد على الإيجاز والتكثيف والتلميح ،ودقة التصوير ..وحسن اختيار الألفاظ. ..والوحدة العضوية .
فامتزجت الموسيقى الخارجيةمع الداخلية مماجعل النص كائنًا حيًا يشع بالحركة والتناغم الموسيقي
والصور ..والإيقاع بين الجمل والتناغم الصوتي والحركي.
كل ذلك شكل نصًا حيًا متفاعلًا يتماس مع الآخر نجح الشاعر من انتشاله من الواقعية والمناسبة إلي الخيال والإبداع والبقاء، ويخرج به من الخاص إلى العام .

** ونجد مؤثرات الصوت ،والضوء واللون ..وعبر عن ذلك في كلمات..
الموج ، الألحان .. الأضواء، الليل،الشمس ..نورت. ..فجر..
———؛؛؛؛؛؛؛———-

**يبقى من وجهة نظري الخاصة ما يلي:-
١- استخدام لفظ “يترضاك “فيه ثقل في النطق ،يفتقد إلى الشاعرية والسلاسة .
٢- المقطع الرابع ..نشعر أنه مكرر فلم يأت بمعنى جديد.
ولم يضف جديدًا .
٣- الاعتماد على القافية وكثرتها ..وحدوث خلل في توزيع القافية ،بما لا يتلائم مع شعر التفعيلة .
——؛؛؛؛؛؛؛؛؛————
** النص فيه إبداع.،واستمتاع ..نقله الشاعر بمهارة فائقة من الصورة الحسية الذهنية الواقعية إلى الصورة الخيالية العاطفية الوجدانية ، التي يتماس معها القارئ ويشعر بها .
تحياتي ..
أسـامـة نــور

التعليقات مغلقة.