البيت المهجور…

أبوشمس سالم

بيتٌ على الشاطئ،قد رَحل عنه من كانو فيه يسكنون ،في ظروفٍ غامضة !وظلّ البيت بعد أن غادروه ، في ظلامٍ دامس ،يخيّم عليه الحزن ؛ وكأن غبار الهجر أسدل ستار البؤس على نوافذهِ !ورغم حالته التي كانت تظهر للجميع أنه مهجور، الا انه وجود البحر وتلاطم الأمواج أمامه ،كانت تُثير فضول العابرين ذهابًا وإيابا ؛ومِما كان لافتًا للإنتباه ، أن بُنيانه يبدو مِن الوهلة الأولى مُكتمل الأناقة والجمال ، وعند غروب الشمس كانت تُغازِله بوداع ضوئها فيزداد جمالا ،الى أن أتى يوم ورأت ذلك المشهد فتاة تمتلك من الجرأةِ والفضول ما يَسمح لها أن تخترق حاجز الغموض ، الذي كان يُسيطر على معالِمهِ ؛فكانت كل يوم تأتي لتراه في ساعةِ الغروب ؛ الى أن إشتد بها الفضول وقررت إقتحام سكون هذا البيت المهجور ،وكسر حاجز الصمت !!فجاءت في لحظةِ الغروب التي إعتادت أن تراه فيها،وإقتحمت الباب بجرأتها ،وظلّت تبحث عن زر الكهرباء ؛الى أن وجدت على ضوء الغروب الخفيف المُنبثق من النافذةِ صورة فتاة جميلة على الحائطِ ؛ ولكن نصف جمالها يواريه الغبار ؛فحاولت مسحها فسقطت على الأرضِ ،فوجدت تحتها زر الكهرباء ،فضغطت عليه بكل جرأة فأضاء قنديل الحب في قلبه من جديدِ بعدما رَحلت حبيبته !!!