التائبة … قصة قصيرة بقلم / محمد كسبه
السفينة تشق البحر ، و الليل يسدل ستاره على السماء ، الجميع هنا في الطابق العلوي بملابس خليعة يتراقصون و يفعلون كل الفواحش ، في هذا الحفل الذي يترأسه الشيطان .
جئت هنا مع الأخريات بنفس الطريقة رغما عني ، رائحتي معتقة و جسمي ملفوف انتظر دوري بفارغ الصبر حتى أتطهر من هذا السائل الذي يملؤني .
فجأة أمسكني من خصري و قبلني ، كنت ارتعش و أهتز بين يديه ، كم كان سعيدًا حين ارتشف كل نقطة نزلت على جسدي و انا في قمة الفوران .
اتركني ، لا تمسكني من رقبتي هكذا ايها السكير ، أنا أكرهك و أكره كل ما تفعله ، لا تقربني لفمك اللعين الذي تفوح منه رائحة الخمر و الدخان .
لا يا حبيبتي ، أنتِ لي ، لن أترككِ .
لكني لست ملكك ، أنا هنا ألهو مع الجميع .
أنا الجميع فهذه حفلة خاصة ، فرقة موسيقية ، خمر ، نساء و أنا .
يبدو أنه لا يسمعني ، و لا يعِ ما أقول ، بدأت أنا بالحديث و أكمله هو مع تلك المرأة اللعوب ، التي تريد فقط مزيداً من المال ؛ لكن كيف أنجو من بين يديه ؟ هل سيخسر شيئاً ، إذا تركني في أي مكان ، و تراقص مع هذه المرأة الحسناء التي يلف خصرها بيده .
حاولت أن أتملص من بين يديه ؛ لكن لا جدوى ، لا بأس لم يتبق إلا القليل ربما رشفة أخرى أو اثنتين ، بعد أخر قبلة و هو ممسكا بخصري رفعني عالياً ثم ألقاني في البحر .
الحمد لله ظلمة البحر و الليل أهون من هؤلاء الفجار ، ما عليَّ إلا أن أطفو على الموج حتى أصل للشاطئ .
في الصباح نظر إليَّ ذلك الشاب الجميل فأعجبته ، أخذني معه للبيت ، الكل هناك رحبوا بي و أعجبتهم فأنا جميلة و ملفتة و مختلفة عن الأخريات .
يا شيخ رفقا بالقوارير لا تخلع هذا الثوب الملتصق بي ، و لا تقبض على خصري هكذا ، و لا تقربني لشفتيك ، تعامل معي برفق أرجوك .
لم يع ما أقول ، إني أكره العنف .
ما هذا الذي أسمعه ، إنه أجمل شيء سمعته ، اقرأ لي المزيد من القرآن أيها الشيخ ، فأنا الآن أعلن توبتي .
بعد أن انتهى الشيخ من القراءة على الماء بداخلي ، أعطاها للأب و قال له : لأول مرة في حياتي أقرأ قرآن على زجاجة خمر .
رد الأب : يا شيخ إنها زجاجة جميلة و نحن قمنا بتنظيفها و وضعنا بها ماء ، و هي الآن تابت على يدك .
ابتسم الشيخ و قال : لا بأس ، هي الآن تابت على يدي ، يجب أن يشرب ولدك من هذه الزجاجة و باذن الله سيزول عنه الحسد و سينجح في الامتحان ، ابتسم الأب و انصرف .
التعليقات مغلقة.