موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

التجارة في آلام البشر بقلم اشرف الجبالي

182

التجارة في آلام البشر بقلم اشرف الجبالي


في مصر ظاهرة تتفرد بها عن باقي دول العالم وهي تعدد جهات العلاج فهناك مستشفيات تتبع وزارة الصحة وثانية مستشفيات جامعية وثالثة مؤسسات علاجية ورابعة مستشفيات تتبع هيئة الشرطة ومستشفيات خاصة بالجيش فضلا عن المستشفيات الخاصة التي تتبع رجال الأعمال والمستوصفات التي تتبع جمعيات خيرية مسلمة ومسيحية واخيرا التأمين الصحي أضف الي ذلك العيادات الخاصة للأطباء كل هذا كفيل وكاف للحكم على المنظومة الصحية بالفشل فالمواطنون ليسوا سواسية في العلاج فكل فرد بحسب وضعه الإجتماعي ودخله وهذا الأمر يخالف الدستور وضد حقوق الإنسان
وعندما نتحدث عن مستشفيات الغلابة فحدث ولا حرج من حيث انهيار الخدمات الطبية وغياب الأطباء وتدهور مستوى التمريض واختفاء نسب كبيرة من الدواء اضف الى ذلك المعاملة السيئة التي يتلاقاها المرضى من اصحاب شركات الأمن الخاصة الذين يتعاملون مع المريض كمغتصب حق ومدعي التمارض
من جهة اخرى سنجد ان المستشفيات الخاصة five stars فإنها مركز مربح للتجارة في آلام البشر واوجاعهم وامراضهم وتحولت الي بورصة لتقديم الخدمة الطبية الأعلى لأعلى سعر فالإتفاق على اجراء العملية يتم مباشرة بين الطبيب والمريض في مساومة قذرة على حياته فإن اردت ان تعيش سليما فعليك ان تدفع كل ما يطلب منك حتى طلبات الكافيه المبالغ فيها ووصل الأمر في تلك المستشفيات الى مرحلة غير آدمية لا يمكن السكوت عنها فعلى سبيل المثال قد يضعون المريض بعد وفاته على جهاز التنفس الصناعي لعدة أيام لكي تزيد حصيلة الإيراد و التكلفة من شخص ميت يعتقد ذويه أنه على قيد الحياة فيترددون و يسهرون في المستشفى على أمل كاذب في مشهد نزع فيه الله الرحمة من قلوب القائمين على تلك المستشفيات .
أما عن المستوصفات فحالها أيضا لا يسر عدو أو حبيب فتقدم خدماتها المتواضعة و إمكانياتها غير المؤهلة للعمليات و تضع المريض في حيرة من امره فهو لا يملك المال الكاف لمستشفى خاص ولا يقدر على احتمال الألم وتتعرض حياته للخطر ويذهب الى المستوصف الذي قد يؤدي الى نتائج خطيرة على حياة المريض في ظل غياب الرقابة الصحية
أما عن مستشفيات الجامعة والتي هي بالأساس مستشفيات تعليمية فأصبح الحصول على فرصة للكشف انجاز يساوي صعود مصر لكأس العالم ناهيك عن الحصول على سرير او دخول العناية المركزة او حضانة لطفل مبتسر
لقد اصبحت الرعاية الصحية في مصر جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسان المصري يشارك فيها الجميع بدءا من هؤلاء الذين شرعوا الحق القانوني لرجال الأعمال للإستثمار في البشر واسهم فيها ايضا الأطباء الجشعين الذين تحولوا الى مرتزقة مخالفين قسم ابو قراط وشرف المهنة وقيمتها الإنسانية وسمعتها التاريخية التي وصلت الى ان نطلق على الطبيب حكيم ،هؤلاء الأطباء ” الجزارين ” الذين حولوا الطب من مهنة ورسالة الى تجارو هم اخطر من تجار المخدرات والسلاح والبغاء لأنهم يتاجرون في آلام البشر فيخالفون كل الأديان التي دعت الى تخفيف وتسكين الألم العضوي والنفسي للإنسان ويشارك فيها أيضا مؤسسات المجتمع المدني التي تقف كالمتفرج على المرضى وهم يموتون بالبطيء ويبحثون عن الأدوية بقروشهم القليلة
إن الصحة فرض عين على كل انسان لأن المرض ليس لنا ذنب فيه ومسؤلية علاجنا هي مسؤلية اجتماعية على كل فرد في المجتمع ولا يخضع لمهنتك وزير او غفير ضابط او عامل ولا لوضعك الإجتماعي رجل اعمال او زبال فالصحة حق أصيل لكل انسان وتعبير عن حياة الضمير في المجتمع فإما ان نكون بشرا ونواجه تدهور المنظومة الصحية بكل حزم ونبل وشرف وإما ان ندفن رؤوسنا في الرمال فلا نصبح أهل لأن نوصف بأننا بشر
مع خالص حبي
الكاتب الصحفي اشرف الجبالي

التعليقات مغلقة.