الترند والهيمنة الثقافية بقلم د. أحمد دبيان

الترند والهيمنة الثقافية بقلم د. أحمد دبيان

تبقي اشكاليات الكتابة علي وسائل التواصل تراجع دور المفكر المبدع القادر علي صياغة الغد وبروز ما تم الاصطلاح علي تسميتهم صناع محتوي او مؤثرين

(influencers)

وهم في الواقع عرائس ماريونيت او بالأحري عبيدا لمصطلح آخر ظهر مع رواج تلك الوسائل ألا وهو عبيد التريند

Trend

والترند هو الإتجاه

او كما تم التفسير معجميا

a general direction in which something is developing or changing.

بداية، أجدني مضطراً لكتابة تعريف مبسط ومباشر للترند، حيث يُعرّف قاموس كامبردج الترند بأنه تطور عام أو تغيّر في الطريقة التي يتصرف أو ينجذب بها الناس، والترند مصطلح حديث يُحدد نزعات جديدة أو ميلا معينا لفكرة أو اتجاه أو سلعة. الـ Trend أسلوب حديث للحياة، بدأت تتشكّل ملامحه وتأثيراته في مواقع التواصل الاجتماعي، بل وتحوّل إلى ثقافة مجتمعية وموضة جذابة يستخدمها ويتبعها البشر، لاسيما الأجيال الصغيرة والشابة.
ولم يعد الترند الذي يتواجد بكثافة وتموّج في حياتنا، أسلوباً رائجاً في عالم الإنترنت، وتحديداً في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائط الإعلام الجديد، ولكنه أصبح مادة/ طريقة تستخدم بكثافة بين شرائح وفئات المجتمع بغرض قياس أو توجيه الرأي العام لفكرة ما أو سلعة ما.

تراجع المثقف المفكر المستنير صانع الرؤي للغد والمستقبل يصاحبه طرديا بروز عبيد الترند الموجه من قبل ادوات الهيمنة الثقافية .

والهيمنة الثقافية هي الهيمنة علي مجتمع متنوع ثقافيا من قبل الطبقة الحاكمة والتي بالتلاعب في ثقافة ذلك المجتمع – من المعتقدات و التفسيرات ، المفاهيم ، القيم ، و الأعراف – بحيث تفرض، من الدرجة الحاكم النظرة لتصبح مقبولة ثقافيا لدي القاعدة.

الترند علي وسائل التواصل هو ابرز ادوات الهيمنة حاليا في مجتمع لا يقرأ ويصبح اعتماده علي المعلومة الموجهة في الفيديو او وسائل التواصل ادمانا يحقق آلية التوجيه والهيمنة من قبل الحاكم التابع تحقيقا للهيمنة الثقافية الكليه من قبل الغازي للمجتمع المراد غزوه واختراقه وتقويضه تمهيدا لحلحلة الدولة المراد ازاحتها من خارطة المنافسه .