التعويذة… مدحت رياض
التعويذة …
مدحت رياض
شَيْطَانُكِ غَادَرَ وِجْدَانِي
أَحْرَقْتُكِ لُغْزًا أَرَّقَنِي
فَتَبَخَرَ حُبُكِ بِكَيِانِي
وَبَكَيْتُ عَلَى عُمْرٍ وَلَّى
فِِي سِحْرٍ ضَيَّع أَزْمَانِي
شَيْطَانُكِ غَادَرَ وِجْدَانِي
أَدْمَنْتُكِ دَهْرًا مِنْ حُبٍ
وَدَفَعْتُكِ ثَمَنًا مِنْ قَلْبٍ
أَدْمَاهُ الْعَيْشُ عَلَى وَهْمٍ
أَرْهَقَهُ حُبُكِ وَيُعَانِي
كم عَانَى الْليْل مُكَابَرَتِي
كَمْ حَاوَلَ عَقْلِي يَنْهَانِي
لَمْ أُصْغِ لِنُصْحٍ مِنْ خِلٍ
لَمْ أَسْمَعْ نَبْضًا مِنْ ذُلٍّ
حَاوَلْتُ السَّيْرَ عَل جَسَدِي
لِأُشَيِّدَ عِنْدَكِ أَكْوَانِي
لَمْ أُلْقِ الطَّرْفَ إِلَى عِيْبٍ
أَنْكَرْتُ الزَّيْفَ عَلَى قِلْبٍ
أَسْعَدَنِي يَوْمًا وَبَكَانِي
لَمْ أُدْرِكْ يَوْمًا يَقْتُلُنِي
وَبِسَهْمِ خِدَاعٍ يَلْقَانِي
فَأَتَانِي الرَّدُ بِلَا رِفْقٍ
بَلْ صَوَّبَ نَحْوِي وَرَمَانِي
كَمْ كَانَ السِّحْرُ يُكَبِّلُنِي
وَيَشِلُّ زِرَاعِي وَلِسَانِي
وَيُحِيلُ الشَّكَّ إلَى ثِقَةٍ
والرَّغْبَةُ تَغْدُو إِيْمَانِي
مِحْرَابُكِ كَانَ لأَقْصِدَهُ
وَأُقَدِمُ نَحْوَكِ قُرْبَانِي
فَقَرَأْتُ طَلَاسِمَ أُحْجِيَةٍ
وَعَضَضْتُ مِنَ النَّدَمِ بَنَانِي
وِذَكَرْتُ عُيُوبً أُنْكِرُهَا
وَأَفَقْتُ كَثَوْرَةِ بُرْكَانِ
وَصَرَخْتُ بِأَلَمٍ يَعْصِرُنِي
شَيْطَانُكِ غَادَرَ وِجْدَانِي
التعليقات مغلقة.