التقديم و التأخير و أثره في إبراز المعنى بآيات القرآن الكريم
أسعد الله أوقاتكم ، ونوَّر بهديه بصيرتكم ، وأغناكم برحمته وعطائه عمن سواه .
تعالوا معي نتدبَّر ، ونرى الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم، ودقة اللغة العربية ، هذه اللغة التي كل حرف منها بمعنى ومقدار …..!!!
نهى الله تعالى الآباء عن قتل أولادهم في موضعين .فما الفرق بين النهيين في الآيتين :
١- (ولاتقتلوا أولادكم من إملاق ،نحن نرزقكم وإياهم )سورة الأنعام /١٥١
٢- (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ،نحن نرزقهم وإياكم )سورة الإسراء/٣١
في الآيةالأولى :. من للابتداء أو السببية كلاهما ينطبق عليه المعنى المراد . وتعني أنتم في حالة إملاق،وهو شدة الفقر وهوالذي تدّعونه سببًا للقتل، وغالبًا ما كانوا يقتلون الإناث، بوأدهن أحي (من إملاق).إن هؤلاء الذين تريدون قتلهم بسبب فقركم المدقع ،سيكونون السبب في رزقكم(نحن نرزقكم وإياهم)) . فبهم وبمعيتهم سترزقون رزقًا وفيرًا يكفيكم ويكفيهم .
وفي الآية الثانية: سبب القتل (خشية إملاق ). فهؤلاء أسرة مستورة، يكفيها رزقها .ولكنها تخاف الفقر إذا أضيف إليها وافد جديد؛ فيطمئنهم رب العالمين ويقول لهم(نحن نرزقهم وإياكم): إن رزقهم علينا، وسنرزقهم ونرزقككم كما رزقناكم من قبل فلا تخافوا .
في الآيتين تقديم وتأخير. فالرزق مقسوم من الله تعالى للأهل وللأولاد،قدم رزق الأهل في الأولى ليطمئنهم فلا يفزعوا ،ويقتلوا أولادهم . وقدم رزق الأولاد في الثانية ،ليؤكد لهم بأن أولادهم لن يمثلوا عبئا ماديًّا
عليهم ،وسيتولاهم رب العالمين .
سبحان الله وبحمده ، سبحان ربي العظيم .
التعليقات مغلقة.