موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

التنظيمات الفوقية بقلم د.أحمد دبيان

289

التنظيمات الفوقية بقلم د.أحمد دبيان

إطلعت على مقال الأستاذ محمد سيف الدولة والذى يثمن فيه تجربة الرئيس عبد الناصر وثورة يوليو وينقدها فى ذات الوقت لسلبياتها ملخصاً نقاط مقاله فى المقطع التالى

( وخلاصة السطور السابقة فى كلمات قليلة اننا قد تعلمنا من ثورة يوليو 1952 – 1973، ان الثورات لا يمكن ان تقوم بالتنظيمات السلطوية الفوقية وبالموظفين والاتباع والاجهزة الامنية والعناصر المنافقة والانتهازية ورجال الأعمال، بل لابد ان تقوم وتأتى وتحكم بكوادرها فى حماية الملايين من جماهير شعبها، وفقا لرؤية منهجية علمية وبرنامج عمل وطنى وتحالف عريض وواسع من التيارات والقوى الوطنية المناهضة للاستعمار والصهيونية المنحازة للشعوب الساعية الى سد احتياجاتها المعيشية المؤمنة بالمشاركة والحرية والديمقراطية).

بداية هل الثورة هى فعل ديمقراطى ؟

وهل هى فى جوهرها وفى مراحل تغييرها الثورى تستطيع تحمل تعدد الآراء والإرادات مع وجود قوى الثورة المضادة المتربصة ؟

ألا تتباين درجة تطور المجتمعات ما بين مجتمع وآخر ؟

وهل يصح تثبيت المجتمع كعنصر والتنظير بتجانسه الأممى والتباين فادح فى درجة التطور ما بين المجتمعات ؟

نعود إلى مجتمع ما قبل ثورة يوليو لنتساءل هل كان الحراك الوطنى فوقياً أم أنه كان جماهيرياً ؟

كانت الطبقة المثقفة نخبوية ولم يكن أبداً الحراك جماهيرياً فى وطن كان أكثر من تسعين بالمائة من شعبه يرزح تحت خط الفقر ؟

ومن هنرى كورييل الشيوعى اليهودى إلى القاضى محمود المناسترلى الى المفكر الكبير الشهيد شهدى عطية ، ظل الحراك فوقياً نخبويا منفصلاً عن الجماهير بحكم الفقر والجهل والمرض وفوق هذا افتقاد الوعى لدى الجماهير .

وفى حديث لاحد قادة تنظيم وحدة الشيوعيين مهدى الحسينى فى حديثه الى جريدة الأهالى عام ٢٠١٦ يعترف بأن عدم استكمال الخط السياسى والتنظيمى وعدم تحقيق حضور جماهيرى كاف أدى إلى عزلتنا عن الجماهير، كما أدى إلى عزلتنا عن كادر الحركة الشيوعية كذلك كنا فى السجن معزولين عن مجمل الكادر.. وكانت أفكارنا تميل إلى الفكر الصينى مع بعض التحفظات وكنا نرى أن التأميمات ليست من الاشتراكية فى شىء وأنها شكل من أشكال سيطرة المؤسسة العسكرية على مقدرات البلاد، وتصفية لنواة الاقتصاد الوطنى، ونرى أن فى تأميم الصحافة محاولة لفرض وجهة نظر السلطة من خلال كوادرها الإعلامية المدربة على جماهير الشعب والسيطرة على عقولها وغسل مخ الشعب لصالح المؤسسة العسكرية.
وكنا نرى فى الاتحاد الاشتراكى مجرد امتداد لهيئة التحرير وجهاز لتصفية الديمقراطية ومحاولة إضفاء مشروعية للأجهزة البوليسية وعملائها فى صيغة تنظيم يدعى الاشتراكية.
وكنا نقول إن الاتحاد السوفييتى فى ظل قيادة خرتشوف قد انحرف تماما عن قضية الاشتراكية وكنا نرفض كل الأطروحات السوفييتية وخاصة أطروحات سيميرنوف وبونيماريوف.
وكنا بطبيعة الحال نتناقض بشكل شبه كامل مع ما كنا نسميه طابور الحركة الشيوعية الرسمية (حدتو – الراية – ع – ف) وأدى هذا طبعا إلى المزيد من عزلتنا عن الشيوعيين الآخرين فى السجن.

ولو لم تكن التنظيمات الكثيرة الموجودة قبل ثورة يوليو مدركة لعجزها عن القيام وحدها بالتغيير لإنهاء الإستعمار والحكم الخاضع له ، ما حاولت حركة وطنية مثل حدتو الاتصال بالعناصر الوطنية صاحبة الايديولوجية اليسارية مثل الصاغ خالد محيي الدين ، أو حاول تنظيم الإخوان إختراق المؤسسة ذاتها بضباط كبار مثل اللواء محمد نجيب أو الضابط عبد المنعم عبد الرؤوف .

الثورة فعل دكتاتورى محض قد يؤطر لممارسة الديمقراطية بعد ترسيخ الفعل الثورى وتحقيق بعده الإجتماعى بديمقراطية اجتماعية يؤسس لها ،ولن يتحقق هذا إلا بتفعيل اطر وآليات الحالة الثورية وقوانينها التى قد تناقض اطر واليات الحالة المؤسسية السابقة لها .

وفى حال الفعل الثورى والثورة المضادة التى تعمل على تقويض منجزاته يصبح الحديث عن الاستبداد الثورى والديكتاتورية الثورية الفاعلة لتحقيق المنجز الثورى المراد عبث ومراهقة بل وطفولة فكرية تناقض فعليا التجربة الإنسانية المقوضة لقوانين ودساتير وضعتها الثورة المضادة بعناصرها الرجعية لترسيخ مكتسباتها ومصالحها قبل التغيير الثورى المكتسح لمطامحها ومصالحها .

الثورة فى جوهرها تغيير فوقى واى حديث عن ثورة جماهيرية هو حديث عبثى . فالثورات التاريخية نخبوية والجراحات الثورية التاريخية مثال الثورة الفرنسية كان لحمتها مفكرين ونواب برلمانيين نخبويين مثل جان جاك روسو وميرابو وحين انتقلت الحالة النخبوية الى يد الجماهير على يد روبسبير وجان بول مارا انتهينا لديمقراطية المقصلة وأنهار الدم فى شوارع باريس .

لو لم تكن الثورة البلشفية نخبوية بمفكر مثل فلاديمير لينين وقواد ميدانيين مثل ستالين ما استطاعت الثورة البلشفية ان تنجح وقد سبقتها ثورة فبراير وانضمام المنشفيك والاشتراكيين الثوريين الى الكسندر كرينسكى رئيس مجلس النواب الذى أخذ بشعارات الديمقراطية والجماهير فى فترة التحول الثورى فانتهى الأمر الى اكتساح هذه القوى من قبل البلشفيك .

الحالة الثورية حالة مستبدة نخبوية فى فترة التحول الكبرى واى خروج عنها تحت شعارات الديمقراطية دون استطاعتها تأطير المؤسسات المرسخة لمصالح مكتسباتها باسم دولة القانون والدستور وغيرها من شعارات هو تقويض لمكتسباتها وانقلاب عليها كما حدث فى مصر بعد عام ١٩٧١.

التعليقات مغلقة.