التنقيب عن السعادة
سامح خير
و ظللت ابحث عنك أينما خطت قداماى، ظننت انك تسكننين بيوت الملوك و الأمراء، فتبين لىّ خطأ ظنى، فذهبت أفتش عنك فى حفلات المشاهير و علية الْقَوْم، فوجدتها كلها وجوه مزيفة تدعى ما لا تملكه، ثم دعانى عقلى ان ابحث عنك فى بلاد بعيدة، لعل المشكلة هى فى المكان ، فجٌلت التمسك فى شتى أركان الارض و لكنى اكتشفت ان المشكلة عامة و انى لست الوحيد الذى يطلبك و لا يجدك!
فحزن قلبى وقتها لفشلى فى الوصول إليك ، فرجعت منزلى أجر ذيول الخيبة و لكن ما أن أقتربت من الوصول الى الدار، بدأت اتنسم رائحتك العطرة، و بدأ يدب فى قلبى دقات لم اعتاد عليها، بل و تحركت كل حواسى صوب بيتى وكأنها تخاطبنى قائلة : انت بحثت و فتشت و جٌلت تطلبها بأى ثمن، و هى كانت أقرب ما تكون إليك.
كانت تسكن فى ابتسامة ابنك، و نجاح بنتك، كانت رابضة فى حضن زوجتك، كانت كامنة فى رضى والديك، و عجبت لك لأنك لم تدرك انها متواجدة فى كل لمسة طيبة قدمتها لغيرك، و تسائلت ألم تشعر بها حينما بذلت وقتك لمساعدة شخص لم تعرفه من قبل.
بحثك عن السعادة لن ينتهى، و لكن اليوم اخرج من ذاتك و اجتهد فى إسعاد الآخرين، حتى تجد من يسعدك غداً
التعليقات مغلقة.