موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

التهنئة بحلول شهر رمضان من الشكر على النعم الدينية والدنيوية.

172

التهنئة بحلول شهر رمضان من الشكر على النعم الدينية والدنيوية.

بقلمي : أشرف خاطر .

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن اتبّع هداه .
إنّ تهنئة المسلمين بعضهم بعضاً بمواسم الخيرات وأوقات وظائف الطاعات ، من التهنئة بالنعم الدينية والدنيوية وهي أمر مشروع لا حرج فيه ، حيث تحضرني حادثتان من الحوادث الجلل في تاريخنا الإسلامي ، إحداهما كادت أن تعصف باللُحمّة والوحدة والتآخي بين الأوس والخزرج ، وسيدنا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ واقفٌ على منبره بمسجده الشريف ، ألا وهي حادثة الإفك ، حيث قال أهل الإفك في أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها ماقالوا فبرّأها الله مما قالوا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي سلول ، فقال وهو على منبره : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجلٍ بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ماعلمت على أهلي إلا خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ماعلمت عليه إلا خيراً ، وما كان يدخل على أهلي إلا معي ؟ فقام سعدبن معاذ الأنصاري فقال : يارسول الله أنا أعذرك منه ، إن كان من الأوس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك ، فقام سعد بن عبادة ، وهو سيد الخزرج ، وإحتملته الحميَّة فقال لسعد : كذبت لعمر الله لا تقتله ، ولا تقدر على قتله ، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عّم سعد فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله ، لنقتلنّه فإنك منافق تجادل عن المنافقين ، فتثاور الْحَيَّان الأوس والخزرج ، حتى همّوا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ على المنبر فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت .
وعلى الجانب الآخر من المشهد تقول السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها : فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ، ولا أكتحل بنوم ، قالت : فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ، يظنان أن البكاء فالق كبدي ، قالت : فبينما هما جالسين عندي وأنا أبكي فأستأذنت عليّ إمرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي ، قالت : فبينما نحن كذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس ، قالت : ولَم يجلس عندي منذ قيل ماقيل قبلها ، ولقد لبث شهراً لا يُوحَى إليه في شأني ، قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ، ثم قال : ( أما بعد ياعائشة فإنّه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنتِ بريئة فسيبّرئك الله ، وإن كنتِ ألممتِ بذنبِ فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا إعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه ) ، قالت : فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي ، حتى ما أحس منه قطرة ، فقلت لأبي : أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ، قال : والله ما أدري ماأقول لرسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فقلت لأمي : أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : ماأدري ما أقول لرسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قالت : فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن : إني والله قد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى إستقر في أنفسكم ، وصدقتم به ، فإن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمرٍ والله يعلم أني منه بريئة لتصدقنني ، والله ماأجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف : ( فصبرٌ جميل والله المستعان على ماتصفون ) ، قالت : أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببرائتي ، ولكن ماكنت أظن أن الله منزل في شأني وحيّاً يُتْلَى ، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بأمرٍ يُتْلَى ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها ، فقالت : فوالله مارام رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ولا خرج أحدٌ من أهل بيته حتى أنزل عليه ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى أنه ليتحدر منه مثل الجومان من العرق وهو في يومٍ شاتٍ من ثقل القول الذي ينزل عليه ، قالت : لما سُريّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُريّ عنه وهو يضحك ، فكانت أول كلمة تكلم بها ؛ ياعائشة أما الله عز وجل فقد برأكِ . فقالت أمي قومي إليه ، قالت : فقلت : والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل وأنزل الله : ( إنّ الذين جاؤوا بِالإفْك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خَيْرٌ لكل إمريءٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عَذَابٌ عظيم ) النور ١١
الحادثة الثانية : في حديث توبة الصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه وأرضاه وفيه : ( فيتلقانيّ النَّاسُ فوجاً فوجاً ، يهنئونني بالتوبة ، يقولون : لتهنك توبةُ الله عليك ، قال كعب : حتى دخلت المسجد ، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس ، فقام إليّ طلحة بن عبيد الله يهرول ، حتى صافحني وهنأني ، والله ما قام إليّ رجلٌ من المهاجرين غيره ، ولا أنساها لطلحة ) . أخرجه البخاري .
ويحتج لعموم التهنئة بما يحدث من نعمة ، أو يندفع من نقمة : بمشروعية سجود الشكر ، والتعزيّة ، وبما في الصحيحين عن كعب ابن مالك في قصة توبته ، لمّا تخلف عن عزوة تبوك ، أنه لمّا بُشرّ بتوبته قام إليه طلحة بن عبيد الله ، فهنأه ، وأقره _ صلى الله عليه وسلم _ بعد أن ضاقت عليه الأرض بمارحبت ، قال تعالى : ( وعلى الثلاثة الذين خُلّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التوّاب الرحيم ) ١١٨ سورة التوبة
والله نسأل التهنئة بإنكسار البلاء وأن يعم الرخاء وتنقشع الغمّة عن الأمّة بإنحسار فيروس كوفيد ١٩ وما تسببه من حجر منزلي وإحتباس لطاقات الناس والتضييق عليهم حتى الضجر وتملك الخوف منهم ، فاللهمّ تب علينا توبة ترضيك وتردنا إليك رداً جميلاً ، مع أسمى آيات التهنئة القلبية بحلول شهر رمضان المبارك ، فهو الشهر الوحيد الذي ورد ذكره بالقرآن الكريم بقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن هدىً للناس وبيانات من الهدى والفرقان ) .
كل عام وأنتم بخير وصحة وسلام ، آمين .

التعليقات مغلقة.