التواه بقلم أحمد البدري
- ربما لكون طرقتنا المعتمه تنبت أشباحا صباحاً ، لأنني أهوى لعبة الجن والعفاريت ، ربما حين قذفت وجه صديقي بقليل من الجن المحكم حبسه بين خطوط أوراقي الصفراء – وجدتني التهم عشائي من عشب أرضنا الصفراء .. أحاول رتق حوافها الرثة . أو مضع ما تبقى من عشبها الشيطاني . لذا تمددت بطول خيوط العرض الممتدة بها متدثراً وجه الريح .. ممتطياً ظهر الأرض سباحاً في عوالم اللاوعي . ما بين ألوان ريش التواه وتركي ليحكم سيطرته على تماماً … كانت ذرات الرمال تغزو ما بين أناملي تحاول التهامي . حاولت كثيراً أن أفك ما بينهما لكن هشاشة الرمال غزت جسدي المستلم لخدرها .
حين غطت الرمال وجهي لم يتبق سوى عينين جاحظتين في اللانهاية لحظتها أدركت أن التواة لا وجود له ، لهيب الشمس احتوى
أوصالي … توالت الرقصات المجنونة
داخلي . حركتني يميناً.. أعلى وأسفل
…فاتسلت العفاريت من أوردتني
مخرجة معها رغاوي بيضاء هلامية ….
لطفت قليلاً من صدري . استدرت حولي
دورة كاملة محاولاً العودة .
لاعناً الجن والعفاريت .
حتى
الأوراق الصفراء رسمت طريقاً لم
تطأه كل الأقدام .
- استدراك حين سكن أذني صدى يدعونني باسمي … استدارت رقبتي يميناً ويساراً مرة والى الخلف والامام مرة أخرى باحثاً عن المنادي في تلك اللحظة . التقطت عيوني صورته الأخاذة . أخذت الهث خلف السراب الممتد أمامي … محاولاً الإمساك بذلك الطير الجميل الألوان . ولكنه انتقل من ربوة إلى أخرى مردداً حروف اسمي بلحن لم تعشقه أذني مسبقاً.
حين بدأت الهرولة لم يكن جسدي أخف وزناً من قبل . وكأنني امتطي الريح .. فكانت هي التي تمتطي روحي بلا تدخل من ذهني الشارد . لا ادري أي الأماكن تركت .
أي المسافات قطعت لكنني كنت منتشياً
بذلك وأنا لا اعلم لما ؟!!
التواه:هو طائر أسطوري يظهر للفرد فيأخذه بعيدا بالحانه العذبةوالوانه الجذابة
التواه من مجموعة سقوط الأقنعة ١٩٩٩
التعليقات مغلقة.