موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الثقافة التي هزمت الأمة بقلم الهادي خليفة الصويعي

218

الثقافة التي هزمت الأمة
بقلم الهادي خليفة الصويعي

تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى..هذه الأية قال الكثير من المفسرين انها نزلت في اليهود، لكن المتمعن في حال اليهود اليوم يجدهم مجتمعين وكلمتهم واحدة وهدفهم واحد وهو المحافظة على الدولة التي اغتصبوها من العرب،والتفنن في زرع الفرقة والتناحر بين المسلمين لإضعافهم في محاولة يائسة بائسة منهم ليطفئوا نور الله والحمد لله ان الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ كتابه وإتمام نوره.
والذي ينظر لحال العرب المسلمين اليوم يجد أن الأية الكريمة تنطبق تمام الإنطباق عليهم،فهم في الظاهر جميعا وفي الباطن أكثر بكثير من شتى، فما الذي أوصلنا الى هذه الحال؟.
حسب وجهة نظري المتواضعة أقول بأن المسئول عن هذا هو المنهج الثقافي الذي تم وضعه للعرب لينشأ عليه أجيالهم الملاحق، ونرى اننا نشأنا كنباتات الصحارى ضعفاء يلفح الهجير وجوهنا الكالحة،و تعصف بنا الرياح وتملأ أعيننا بالرمل حتى صرنا نخبط خبط عشوأ.
فنحن لا ننتمي سوى لأنفسنا،ولا نستحي، ونقول ما لا نفعل ونعرف أنه كبر مقتا عند الله،وشعوب العالم قد تكون تنافق في بعضها البعض ونحن ننافق في ربنا،بإدعائنا التقوى وحقيقتنا أننا نفعل ما يشمئز من فعله إبليس.
لماذا صرنا هكذا؟..
يدانا أوكتا وفونا نفخ، فقد نشأنا على منهج ثقافي نتيجته الحتمية هي الوصول الى ما وصلنا إليه، فكلنا يعرف ادق تفاصيل حرب البسوس وأبطالها، و ضربنا المثل بأن أعز العرب هو من كان حماه نباح جرو، هذا عزيزهم فتخيلوا ماذا يكون حمى الأدني فالأدنى حتى نصل الى يومنا هذا،و رضيعنا يعرف داحس والغبراء وكيف أوقدوها حربا لم تبقي ولم تذر من أجل سباق خيل، والأدهى والأمر أن عقلاء القوم قاموا لفض النزاع بعدما تبزل بين القبيلة بالدم،وهم من وضع الحطب ليوقدوا نارها..ونحن نعرف أنه في سبيل صحن طار راس ملك، و نحابي النعمان ونعلم أطفالنا يوم بؤسه ويوم نعيمه،فنشأوا حائرين..ونسهر مع الامير وهو يلاعب صاحبته الشطرنج ويعد القبل التي امطر بها شفاهها..وجعلنا لتناحر العرب وقتلهم بعضهم بعضا أيام وأطلقنا عليها أيام العرب..فمن تحلاق اللمم الى بعاثات وغيرها..
هذه جاهليتنا..ونسينا او تناسينا في منهجنا الثقافي أيام غار حراء،ويوم وقف رسول الله عليه الصلاة والسلام فوق الجبل ليعلن عن دعوة الحق،ولا نعرف شيئا عن الرجل الذي تحدى قريش ومنح داره بالصفا للرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه ولم يخش بطش عتاولة الكفر سوى أن أسمه الأرقم بن ابي الأرقم..ونمر مرور الكرام على معاناة الصحابة رضوان الله عليهم وجهادهم ونصرتهم لدين الله، المهاجرين منهم والذين آووا ونصروا.
ولا نعرف تفاصيل اليمامة والقادسية واليرموك وغيرها من أيام العرب المشرفة، ولا نعرف اسم جندي جيش قتيبة الذي ارتعد من كلامه ملك الصين، ولا نهتم بذلك الذي أخذ الرسالة من رسول ملك القوط وكتب على ظهرها..ماسيكون سوف تراه..وكان يفعل مايقول فمد حكم المسلمين للأندلس اكثر 500 عام..
ولكننا تبعنا ذلك الذي هجا ابويه ونفسه، و وقفنا نتلهى مع ابن ابي ربيعة وهو يشبب بالمسلمات وهن يؤدين مناسك الحج والعمرة،وصفقنا كثيرا لجرير والفرزدق وهم ينشرون غسيلهم على الملأ.
ولو بقيت اعدد ما فعلنا ومالم نفعل لطال الامر…هذا هو منهجنا الثقافي الذي سرنا على هديه فأوصلنا الى ما نحن فيه اليوم..وسيكون لحديثنا بقية لعله يجد آذان صاغية،فالأمل يحدونا بأن لا يكون الوقر قد أصاب آذان الجميع..
وتستمر المعاناة والدموع تهطل
            الهادي خليفة الصويعي/ليبيا

التعليقات مغلقة.