الثقة ليست هبة… أسماء البيطار
الـثـقـة ليست هبه
بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
ناخد مثال في الأول كده و بعدين ندخل في موضوعنا كـ العادة
و عارفين إن أكتر امثله بتبقى عن تجربة شخصية لضمان النتيجة و صدق الحديث .
لما كنا صُغيرين و في بداية تكوين الشخصية المستقلة بنتصرف بحده و بثقة زااايده إن القرار اللي بناخده صح مئة بالمئة .
و طبعاً بناخده على إنفراد ، و ما دام في قرار يبقى في تنفيذ
و من هنا بتبتدي عملية الشد و الجذب بين الوالدين و الأبناء .
و في اللي بيعدي المرحلة دي بسلام و بيكسب ثقة الأهل و الثقة في نفسه تحت ” ملاحظة الأهل ” و دي نقطة هنرجع لها تاني .
و في اللي بيفقدها من البداية إلى أن يثبت عكس ذلك ، أو يظل كما هو على بدايته .
لما كنت في مرحلة الإعدادي دخلت من نفسي كده لبست لبس الخروج و روحت لماما قولتلها أنا خارجة رايحة عن واحدة زميلتي و مش هتأخر و طبعاً بتكلم بثقة إني خلاص نازله و أكيد هي مش هتمانع .
و بكل هدوء من أمي قالت لي :
زي ما لبستي هدومك روحي غيريها تاني
و لما تحبي تخرجي تقولي قبلها بيوم أو يومين .
و كأني فوقت و عملت زي ما قالت بالظبط و غيرت هدومي من غير نقاش !!
مش قلة ثقة منها و لكن في إحترام يسبق الثقة .
موقف تاني ..
كنت كبيرة في الجامعة يمكن في تانيه مثلاً
خرجت من قُدامها بوضع معين في لبسي فلما رجعت لقت الوضع مُختلف مثلاً كنت لابسه چاكيت و لما رجعت كان على أيدي !
و بردوا بمنتهى الهدوء قالت لي :
زي ما تخرجي من قدامي زي ما ترجعي .
و بردوا مش قلة ثقة لكن وجهة نظرها إن مش عنيا لوحدي اللي شيفاكِ ” من باب اتقي الشُبهات ”
دوول موقفين حصلوا مع أمي في بداية تكوين شخصيتي عمري ما انساهم لحد دلوقتي .
ندخل بقى في موضوعنا كـ العادة
كتير من البنات دلوقتي و الولاد كمان بيتضايقوا من حصار الأهل ليهم بالكلام و بالفعل و يمكن توصل للمراقبة عن بُعد أو عن قرب و بطريقة واضحة و تخنق .
و بصراحة جالي سؤال من بنت
بتتكلم بلهجه شديدة و عنيفه إزاي أهلي مش واثقين فيا ؟!
فرددت عليها :
عملتي إيه ؟
فصمتت .
قالتلي يعني إيه ؟
قولتلها دون تدخل في أي تفاصيل تخصك لأنها ملكك .
أنا لما بفقد الثقة في حد يبقى نتاج مواقف مسبقه .
بمعنى ..
يعني ما ينفعش تعقدي قافله على نفسك باب حجرتك ساعات طويلة و محدش عارف انتي قاعده كل ده بتعملي إيه .
ما ينفعش تخرجي من البيت سواء للمدرسة أو للجامعة و ترجعي في وقت غير الطبيعي لموعدك بأي حجه كانت .
ما ينفعش تمسكي تليفونك في الراحه و الجايه و كأنك بتخفي فيه حاجة مش عوزه حد يشوفها .
و سيبك من كل ده قبل كده عملتي إيه خلتيهم يفقدوا فيكِ الثقة منذ البداية ؟
على فكرة الأهل في البيت زي المدرس اللي شايف كل طالب في الصف كويس جداً جداً .
بيبقى شايف الطالب اللي قاعد واثق من مذاكرته وواجباته و حفظه و مستعد في أي وقت إنه يتسأل .
و شايف الطالب اللي عينيه زايغه و خايف عينه تيجي في عين المدرس أحسن يسأله .
و أكيد كلنا مرينا باللحظة دي في المدرسة .
قربنا العملية شويه و فهمنا .
الـثـقـة ..
مش حبل بيُترك على الغارب .
ليها حدود ؟
طبعاً ليها حدود و مش صك مختوم و إن في أي لحظة ممكن
تتسحب منك على حسب أفعالك
ليها واقفه و محاسبة رايح فين و جاي منين ؟
طبعاً حق لابد منه و السؤال واجب و لو كل فترة .
بتتكلمي في التليفون .
من حقي أسأل مين و ممكن اطلب أمسي عليها في أي وقت عادي جداً ما دمتي بتكلمي حد أعرفه .
الثقة شئ كبير مش كلمة بنرميها و بنريح دماغنا
كتير من الولاد فسدوا بسبب الثقة الزايده .
كتير من البيوت خربت بسبب الثقة الزايده .
الـثـقـة هي إحترام مُتبادل بين أطراف ما ينفعش الثقة تتهز فيهم و لو مرة واحدة .
لأنها صدقوني لو راحت مره على مره مش هترجع تاني .
و لو مشيت زي الألف .
التعليقات مغلقة.