موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الثَّمَن .. قصة بقلم حبيبة سلام

163

الثَّمَن .. قصة بقلم حبيبة سلام

لم يكن يعنيه مشروع “الوحدة العربية”. ولم يكن يفهم مُصطلح “الواجب الوطني”. ولم يسْعَ يوماً لنيلِ لقب “البطل المغوار”.ولأنه لم يكن يملك غير طاعة الأوامر؛ سافر إلى اليمن ، مثله مثل غيره من آلاف المجندين المصريين. ودَّع أُمه وأخويه الصغار وشوارع قريته التي اعتادَت على وقعِ خُطاه مع رفاق طفولته وشبابه، وتلك الحقول التى رواها عرق جبينه. لم يحمل معه غير مِخلَته، وزاد وفير مِن الحُب والذكريات، على أملِ العودة قريباً بالنَّصرِ المُبين ….انتهت الحرب. عاد من عاد، لكنه لم يعُد. لم يُعثر على اسمه في قوائم الشهداء.تم إعلانه، رسمياً، من المفقودين.تقاسَم أخواه ” الدِّيَةَ “. تحسنت أوضاعهم المعيشية؛ فاشترواْ قطعة أرضٍ وزرعوها، وأسسوا بيوتاً. أمَّا أُمُّه، فقد ابيضَّت عيناها من الحُزن. ظل يُراودَها في منامِها لأكثر مِن عشرِ سنواتٍ.. عادَ الأستاذ “سيد”، أحد أبناء القرية، المُعار للتدريس بالجمهورية اليمنية. اجتمع أهل القرية للسلام عليه وفيما يشبه المؤتمر الشعبي الحاشد أخرج لهم بعض الصور له مع رجل بالزِّي اليمني ثم أذاع على أسماعهم شريط كاسيت عبارة عن لقاءٍ صحفي أعدَّهُ مع ذلك الرَّجُل.. (الفقيد الحَيّ) مُتحدِّثاً بصوتهِ إلىٰ أُمِّه وأهلهِ ورِفاق صِباه وشبابه الذين شاركوهُ ذكرياته ومُذكِّراً إيّاهم بمواقِفهِم الطَّريفةِ معاً.قصَّ عليهم كيف سُرِق سلاحُه، وهُروبه إلىٰ الجبل خشية العُقوبة، وحياته مع البدو، وزواجه منهم، وأسماء أبنائه..تحدّث عن اشتياقِهِ إلى حٌضنِ أمه، وحلمهِ بالعودةِ إلى بلدته ليوارىٰ ثراها. لكن كيف وهو الآن فاقداً للهويةِ بعد ضياع أوراقِهِ… كبَّر الحُضور وسجدت الأم شُكراً للَّه. لقد أحيا فيها، صوتُه، الأملَ في اللقاءِ.. أبدىٰ الجميع حماسهم للمُساعدة في إعادتهِ، واعترض أخواه !

التعليقات مغلقة.