الجحيم … ضى الجلادى
الجحيم …
ضى الجلادى
أتسألونني من أنا ؟؟؟
عجباً!!
أحقاً لم تسمعوا بأسطورتي من قبل؟؟؟
ماذااا؟؟؟
لا تؤمنون بالأساطير؟؟؟
ياللهول!!
ما هذا الذي أسمعه يا رفاق هل أنتم جادون حقاً؟؟؟
أنا أسطورة المرأة التي حملت سيفاً صقل بلهيب حمم البركان الأعظم ،
بالتأكيد تستعجبون الأمر ، إلا أنني سأروي لكم حكايتي العقيم التي التحفت بوشاح الغموض .
كنت فتاة قروية اعتادت سماع أصوات الصراخ والهلع الذي انفجر من جوف أهالي قريتي أسفل أقدام جنود إمبراطور البركان الأعظم ، كنت أشفق عليهم رغم تضرعي بالمثل ، إلا أنه شتان بيني وبين أولئك الضعفاء الذين سلموا بزوال نعمهم ، لطالما انحنيت فقط لتتقد جذوة الانتقام في مقلتي .
ذلك الحاكم البائس الذي اعتلى عرشاً نُحت وسط الصخور البركانية المتحجرة رافعاً رأسه إلى علياء السماء بتجبر لا نكاد نرى من محياه سوى حدقتيه اللتين جاهدتا في التشبث بأرض الحياة لترمقنا بنظرات حملت القسوة واللامبالاة ، لكم أكن له الضغينة وحب الهلاك .
إصطف العباد حاملين قوت يومهم ليودعوه معدة ذلك الوحش الظالم ، يا الللللله ، ههههههه ، فرض علينا حماية كنا في غنى عنها ليضرم نيران الجوع في أمعائنا ويذيقنا مرارة اليأس والذل المقيت .
أظن أنكم تدركون الألم الذي اعتمل قلوبنا آنذاك ، إلا أننا أُخرسنا مذعنين .
تقدم الصف خطوة للأمام عقب دهر من الانتظار ، أنَّا لنا أن نتحمل زمهرير هذا البركان ، إلا أن الأمور آلت إلى ما أنسانا تلك الصخور السوداء المتشققة التي كنا نحذو الخطو فوقها صوب هدفنا ، تقدم مني أحد الحراس قائلاً بغلظة :(لماذا ترفعين رأسك إلى الأعلى؟…ألا تعلمين أنه يجب عليك أن تحني رأسك راكعة لرب قريتك؟) وقتها أجبته لاهثة :(الأرض ملتهبة تبث نيرانها في وجوهنا……) لم أتمكن حتى من صياغة محنتي ليجرني ذلك المتغطرس من ذراعي ماراً بي أسفل جسر صخري يحاذي ممشى البشر وتسلق سلماً أدى بنا لحاكم المنطقة ، لم يسبق لأحدنا أن قابله مرة وجهاً لوجه إلا أن هذا حدث بالنهاية ، كادت حدقتاي تسبحان في محياه لولا ذلك الضخم الذي ركل ساقي لأقع راضخة أمام عرش الظلام .
إستعدت وعيي على فراش أغدق بالقش والعصي ولم أبُصر سوى ذلك الشاب الذي التصق ظهره بالباب المناظر لي جالساً ومسنداً ذراعيه إلى ساقيه وقد اشتبكت أصابعه حالماً في وجهي الضائع يستجدي الغوث من رب السماء بأن يخرجنا مما وقعنا فيه ، ولكن……
ما الذي حدث في الأصل ؟؟؟؟؟
يتبع…….
التعليقات مغلقة.