الجحيم 2 … ضى الجلادى
الجحيم 2
ضى الجلادى
رمقني ذلك الأخير بعتاب ، ما هو الجرم الذي زج بنا وسط أعتاب هذا المكان المقفر؟؟؟
لحظة واحدة ، ما هذا المكان؟؟؟ تبدو كحظيرة مهملة أكل عليها الزمان وشرب ، رغم بنيانها الخشبي وسقفها المنتصب كالجبال وأكوام القش والعصي المتكدسة هنا وهناك إلا أنها تخلو من أي حياة ، لربما تكون…. يال سعادتي ، لقد ألقي بنا في سجن القرية ، ولكن فليجبني أحد بما حدث .
عزمت أمري وركضت تجاه رفيق أسري لأستجديه أن يروي ظمأ الفضول بداخلي ، تربعت نصب عينيه أنتظر سيل الحقيقة الذي قد يتدفق في أي لحظة ، وأخيراً انفغر فاهه محرراً ضباب الشؤم الذي ظلل الأرجاء ، وقال بألم اكتسى بالضجر والضيق :(إن كل ما يجري هاهنا جراء تهورك وتسترك بعباءة طمثت بالبراءة والخذلان….لو أنك تريثتي قليلاً ولم تقدمي على هكذا عمل لما كنت هرعت لإنقاذك ولما زج بنا هنا ننتظر الحكم الأخير….) عندها نفذ عداد صبري لشد ما شعرت به من العجز والهلع ، وقاطعته بذعر :(أي حكم هذا الذي تتحدث عنه؟؟؟…وماذا تقصد بتهورت؟؟؟..يا إلهي أنا لا أفهم شيئاً) لم يكن من المناجى إلا أن أسدل ساقيه وذراعيه لتتجابه حدقاتنا المكتظة بالهوان ، وقال بيأس :(الحكم بإعدامنا يا….إيفا..صاحبة سيف النار) توقفت أنفاسي وآلت للنسيان ، باتت مقلتاي اللتين اعتملهما الجزع تحدقان في اللاشيء ، نعم أنا المقاتلة صائدة أرواح الجبابرة صاحبة سيف صقل من حمم البركان الأعظم ، وقتها قلت بشرود :(أكان ذنبنا أننا نبيد حاملي الشر والطغيان؟؟؟) عندها صمت المخاطب وقد ذفر بقلق وهو يرمق أرضنا بهيام لتنحاز حدقتيه إلى رمْق محياي بسلام ، وعنوة شق السكون الذي غلف الأرجاء بنصل الحقيقة قائلاً :(فليكن الله في عوننا..لن ينفك أعوان الظلام عن محاصرتنا….سنضطر للكشف عن هويتنا عاجلاً أم آجلاً إذا ما اقتنصونا لمقصلة الهلاك…إيفا…لن نسمح لأولئك الحمقى بإخماد عزمنا…إن كان سيفك شحذ من شرر متطاير فإن قبضتي من فولاذ..ولا تتناسي أن باقي الرفاق يسعون للنيل من حفنة الأشرار الذين تفرقوا في شتى أنحاء الكون يحملون عناصر محملة بالدمار…كوني على ثقة تامة بأننا سنغادر هذه الأرض بسلام إلى مستودع ذلك العجوز الطيب لنستعد للمعركة القادمة) ضاق صدري واستشعرت الضياع لما ترامى لمسمعي من أهوال وقلت باستسلام :(بالطبع سنفعل…لا مناص من النجاة بأرواحنا…إنه ينتظرنا لا محالة وسط ربوع نجمنا…يجب ألا نطيل عليه البقاء وحيداً…هيا بنا فللننزع هذا التنكر عن أجسادنا ولنتخلص من حثالة المجرة) .
يتبع…..
التعليقات مغلقة.