موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الجراح 2 بقلم فايزة أحمد

122

الجراح(٢)
بقلم فايزة أحمد

الشاشة لا تحجب الروح، هكذا جرفتها السكينة والطمأنينة لشاطئه، لم يكن يعرف سر استئناسه لحديثها غير أن تغيراتها السريعة و روحها الطفولية تارة، و الثائرة تارة كانتا تجذباه، تغضب كطفلة و تصفو كلَيلة صيفية، الجو معتدل، مد يده ليسلم عليها فسلمت ، وجلسا على مقعدين متجاورين لتبدأ الرحلة، لم يكن الطريق وحده الذي يمتد أمامهما؟ لكن الوقت كان يهرول بينهما و يتسربل، الصمت كان يحمل معنًى أكبر من الكلمات، كان يسمع دقات قلبها و يشعر بتوترها، أراد أن يقول لها أنا بجوارك يا طفلتي لا تخافي، لكنه خاف من رد فعلها، وربما تسلل إليها سوء الظن، فجمع كفيه كأنما يكتفهما، ويثنيهما عن تلك المجازفة ، بينما كانت تشاركه المشهد، وتنتظر في ثوب من الخجل اقترابه، رأسها المثقل كان يملؤه حنين ينوء به القلب ، كادت تميل لترسوَ على كتفه، لحظة سكرت و حلقت معه خارج حدود الزمان و المكان، الموسيقى التي تراقصا عليها كانت دقات قلبيهما، السحاب كان يحمل نسمة باردة تحمل عطره الذي التهمته بنهم و شوق، فملأ صدرها كأنما أرادت أن تسري في خلاياها رائحته، القلب الذي أثقله الشوق أسكر عقلها و خدر جسدها لتتراقص بين يديه كفراشة في مملكة من زهور، السحاب يعكس الضوء كأنما هو مصدره، تلك الأمنية التي داعبت خيالها عاشت تفاصيلها معه كاملة لحظة أفلتها شوقها عن مدار صلابتها و صمتها، ليستردها صوته لمحيطه فتنتبه ليخرج من بين جنبيها ذلك الحلم الذي حبسته _ ظنته يجهله _ زفيرا حارا تلونه تنهيدة تلاحقه ألا ينتهي ، لم يكن منه إلا أن اقترب في لطف و أمسك يدها، يحاول أن يشاركها حلمها و يحمل عنها قلقها و يخفف توترها لتسريَ بينهما رعدة سحبت على إثرها يدها، لكن يدها ظلت تحتفظ بها رغم هروبها منها و من مواجهته، حوار الجسد كان أعلى صوتا من كلماتهما لكنها جرت بعيدا تحمل خوفها ولومها و تدين تلك اللمسة رغم عشقها لها، مضت لكن كفه لم يمض.
ما بال كل الأشياء يهزمها الوقت و بيتلعها بين رماله المتحركة ، غير أن لمسته تشق طريقها إلى قلبها، فتهزها هزًا ، اللحظة التي مدت جذورها أثمرت فراغا ملأها بالحنين إليه، وحده صوته الذي سيرسو بها على بر الطمأنينة، انزوت في غرفتها و تكورت كجنين يفتك به الجوع لكأنها عندما هربت منه سلبها روحها، كم مرة امتدت يدها لتحدثَه فتعود يدها مكبلة بالخجل من أمنية تمنتها و ضن عليها بها، البسمة تحملها حروفه، و النصل كان في كلماته ، توارت خلف صمتها ينهشها الانتظار و يفتك بها الحنين ، لم تكن تظن أنها ماهرة في خداع الجميع و خداع نفسها حتى ثار جسدها على قيوده و استجاب لقربه في رعدة عاشت و استوطنت في عمق روحهما.
فايزة_أحمد

التعليقات مغلقة.