الجنتل قصة قصيرة تأليف محمد كسبه
خلف القضبان لم يشغله الحكم الذي سينطق به القاضي ، فقد مل من الحياة ، و كره الفقر و العوز ، لم يكن يحب العمل ، فالعمل الشريف لا يكفي متطلباته الشخصية ، فهو اعتاد على الراحة فقد كانت كل طلباته مجابة ، كان أصغر إخوته و المحبب لدي والدته، التي كانت تنفق عليه ببذخ رغم فقر والده ، أخوه الأكبر كان يعمل منذ صغره في المطاعم بجانب دراسته حتى تخرج من الكلية ، و أخته كانت تعمل في محل ملابس و تساعد أسرتها ، أما هو فكانوا يطلقون عليه ميدو الجنتل .
تخرج الجنتل من كلية التجارة بعد ست سنوات بتقدير مقبول ، أحب صديقته سارة و تزوجها رغم معارضة أهلها ،
كان يعمل نادلا في فندق ، ثم سائقا لتاكسي ، لكن نظرا لأن راتبه لايكفيه فكان يسرق ثم يطرد من العمل و يكتفي صاحب العمل في كل مرة بطرده نظرا لظروفه و ظروف ابنته الصغيرة المريضة .
لم يجد في العمل الشريف ما يريد ، نظرا لوسامته اشتغل قوادا ، حاول مرار و تكرار استدراج زوجته لكنها طلبت منه الطلاق و انفصلت عنه و تركت الشقة الإيجار و سافرت لأهلها بابنتها المريضة .
في آخر مرة قال لزوجته
أنا الجنتل ، كل النساء تحت أمري ، لدي المال الكثير ، ما زلت رغم الزمن جميلا و جذابا ، أما أنت فقد أصبحت عجوزا مترهلة البدن ولا تصلحي أن تكوني زوجة الجنتل ؟
نعم أنا لا أصلح لأن أكون زوجة لقواد و تاجر مخدرات ، مالك الحرام لن انفق منه على ابنتي ، فأنا أحب الشرف و أحب العمل و أنت بلا عمل و بلا شرف .
لطمها على خدها و قال : اذهبي حيث شئت فلن تكوني يوما على ذمتي أنت طالق طالق طالق .
ذات مساء تم القبض عليه بتهمة حيازة مواد مخدرة .
في جلسة الحكم لم يجد أحدا يعرفه في القاعة ، الكل تبرأ منه الأصدقاء الزوجة ، الأقارب حتى الجيران فرحوا بالقبض عليه ، لم يعنه كل هذا فكل ما كان يشغل باله هو ابنته الوحيدة المريضة التي كان يزورها في بيت جدها .
في القفص رغم ارتفاع درجة حرارة الجو إلا أنه شعر بالبرد و الوحدة و الخوف من المجهول .
القاضي : حكمت المحكمة حضوريا على المتهم م . ج .ن الشهير بالجنتل بالسجن لمدة سبعة أعوام مع الشغل و النفاذ .
الحكم كان كالصاعقة ، فالجنتل تعود على الحرية ، سبع سنوات كيف سيقضيها دون أن يرى ابنته ؟
…………..
التعليقات مغلقة.