الجندي المجهول

بقلم سالم أحمد

نحيا نحن الرجال منذ نعومة أظافرنا الى أننا نحملُ عِبئًا من المسؤلية في بيت الزوجية مايتيح لنا التلوي والتمايُل على عرش التضحية!!ولكن هُناك مايحدث مالم يكن بالحُسبان؟
فقد حدث للعالم ظاهرة متمثلة في “وباء”قد غيّر بعضٌ من سياق المفاهيم المُعقدة لدى بعض العالقين بعقولهم بين طيات صلابة الرأي !؟
فكم كنت أنا قبل تلك الظاهرة أرى الحياة من منظور صارم يتمثل في أن الزوجة لها دور هامشي في رحلة ملاطمة أمواج الحياة..وأن ما أعانيه أنا من كدًّ وصراع بما يحدث بمقتضى الحال في العمل يأخذ حروف الكفاح كاملة.. !!
ولكن هناك ماتفعله الزوجة في تحمل مطالب الاطفال التي تتزايد بالألحاح دون رادع عقلي؟؟قد اكتشفت أنني لن ولم أستطيع ترويدهم مثلها..فصدق من قال”التعليم في الصغر كالنقش على الحجر” بل انني لم استطع ان اراود صغيرتي لمدة عشر دقائق لتوجيه بعض مصاعب المسائل العلميه لديها !!فقدمت استقالتي لفشلي في تلك المُهمة التي تقوم بها زوجتي عن جدارة..وما يثير العجب ان عمليه تنسيق الطعام لما يحلو الى ذائقتي أمرًا ليس سهلاً..برغم بساطة ماتقدمه الا انه يحلو لذائقتي وكأنما تحدثت لها في الخفاء عن ما تشتاق له شهيتي !!واكتشفت ايضًا ان استمرار ذلك الروتين الوخيم المُكبل بالحبس مع تلك المنظومة من الضغوط لم يكن بالشئ الهيّن كما يخيل لي !!فلك ان تتخيل عزيزي القارئ أن هذا الجندي المجهول حينما كنت اعود إلى المنزل بعد عناءٍ من لوائح الحياة؟أعود لأجد بعضٌ من الاسئلة التي منها قديمًا كنت أغضب واستاء !وهي مارأيك قد قمت بتغيير بعض الاثاث من مكانه واعدت ترتيب الغرف بشكل مختلف؟؟وكأنني في ذلك الوقت لم اكن ادري انني من الواجب ان انحي جانبًا ما رأيته من عناءٍ واستمع لها بتمعّن لهذه المهمة التي ترى انها انجاز كوني !!وكان من الواجب ان اشارك الرأي وتكون المشاركة ايجابية؟؟
اي تصفيق حااار أن ماحدث جعل بلمساتك من الجميل اجملا !!!!!حتى تشعر ان ما قامت به من مجهود لهُ عائد حتى لوكان ذلك العائد معنوي…..