موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الجنية والصياد بقلم عبد الكافي فاروق

267

الجنية والصياد بقلم عبد الكافي فاروق

كثيرا ما كان يغريني النيل الجاري بقريتنا بالاستحمام فيه مع أقراني من أطفال القرية ؛ وخاصة في فصل الصيف حيث الحرارة الشديدة والتي لا يكسر شدتها غير الغوص في مياهه الباردة ؛ محتمين فيمن يكبروننا من صبيان و شباب القرية ممن يتقنون السباحة.
يتكرر ذلك المشهد على الأقل ثلاث مرات كل أسبوع؛ نخرج في الظهيرة نرتع ونلعب؛ ثم نتجه نحو حمام السباحة الطبيعي لنتخفف من حر الصيف ونتعلم السباحة.
كثيرا ما كانت تحدث حالات غرق بالنهر ؛ ويصاب الكل بالذعر ؛ وكان الأهل يعزون تلك الحوادث لوجود الجنية بالنهر؛ حيث يتم إزعاجها من الصبيان والأطفال في وقت نومها فتغضب؛ حتى إذا بلغ غضبها منتهاه؛ تشد أحدهم من قدميه إلى عمق النهر فيموت غرقا ثم تتركه ليحمله تيار الماء إلى حيث يشاء القدر.
كانت تلك الحكايات تتكرر على آذاننا من أمي وجدتي ؛ وكبار السن كانوا يتداولونها على المصاطب وفي المقاهي .
وفي يوم جاءتنا خالتي من قرية بجوارنا تزورنا وجلست تحكي لنا عن مغامرات زوجها الصياد مع الجنية ؛ وكيف أنه قد نشأت بينهما صداقة ؛
تقول : ” كان يذهب كل يوم بعد المغرب إلى النهر ؛يستقل قاربه الصغير ؛ وينطلق بمجدافيه إلى وسط النهر؛ ثم يرمي غزل الصيد وينتظر الرزق من خيرات ذلك النهر الحبيب؛ وذات مرة القى بغزله في الماء ؛ ثم استلقي على ظهره وأخذته سنة من النوم ؛ فرأي عروس النهر تحدثه في أذنه قائلة :
“بلغ أهل القرية ألا يتركوا أولادهم يزعجوننا بالاستحمام في الظهيرة حتى لا نؤذيهم” .
استيقظ مفزوعا وجلس ترتعد فرائسه ثم فرك عينيه ونظر أمامه فوجدها أمامه على الشاطيء بالبر الثاني المقابل له جالسة على صخرة تمشط شعرها الطويل؛ وتحرك ذيلها الطويل يمنة ويسرة بالماء ؛ فهي كما وصفها نصفها فتاة جميلة واسعة عيناها طويل شعرها ؛ ونصفها السفلى نصف سمكة بلطية كبيرة ؛ لم يصدق عينيه وظن إنه مازال يحلم ؛ لكنها أشارت إليه بيدها منادية عليه :”تعالي ياسيد ؛ متخافش.. أنا عارفاك من زمان وبشوفك كل يوم؛ انت طيب وما بتزعجناش؛ متخافش ياسيد؛ تعالي “
شد الغزل من النهر واستجمع نفسه وأدار نفسه موليا دبره مرعوبا ؛ بادرته الجنية قائلة :”لو مسمعتش الكلام وجيت ياسيد هنئذيك ومش هتقدر ترجع لولادك ؛ تعالي هنا بسرعة ؛ قلت لك متخافش ” فماكان منه إلا أن عاد مطأطئا رأسه وجدف ناحيتها إلى أن وصل وهو يرتعد ولا يقدر أن يتفوه بكلمة من الرعب ؛ ولم يستطيع النطق وهي تضحك بصوت رقيق ؛ ثم قالت له :” أنا همشي ياسيد وهسيبك هنا تقعد مكاني ساعتين وبعدين تروح علطول عشان إحنا مش عاوزين حد هنا بعد الساعة اتناشر ؛ مفهوم؛ وتصطاد هنا؛ السمك كتير في الحتة دي “
لم ينطق ونظر فوجدها تتثني بذيلها في الماء وتنزل شيئا فشيئا وكأنها تتراقص حتى غاصت كلها في الماء واختفت..
جلس الصياد لم يتحرك كما قالت له ؛ بعدما رمي غزله بالماء ؛ ثم حان الوقت وقارب الليل أن ينتصف؛ فجذب الغزل فوجده مملوء بالأسماك ففرح وانطلق مدبرا ولم يعقب .
وبعدما غادرت خالتي دارنا حذرتنا أمى بشدة من الذهاب للاستحمام بالنهر متوعدة ومهددة لنا بأن الجنية تلك ستخطفنا وتغرقنا إن ذهبنا للنهر ؛ ولا أنكر أنى وقتها أصابني الرعب وعزمت على عدم العودة . ربما أفكر في العودة بعد أن أصير شابا كبيراوأتعلم صيد الأسماك ؛ فالجنية
تحب الصيادين .

عبدالكافي فاروق عبدالكافي بطل .

التعليقات مغلقة.