الجيتو الفكرى وفقه الإنعزال
الجيتو الفكرى وفقه الإنعزال
د.أحمد دبيان
الجيتو حسب التعريف هو مكان ما فى مدينة ، اى مدينة ، حيث تحيا عناصر منعزلة من أقلية ما لأسباب .اجتماعية او قانونية او اقتصادية
.
كان اول استخدام للتعبير فى فينيسيا لوصف مكان فى المدينة يتم عزل اليهود فيه
ولكنه حالياً يتسع ليشمل كل الجماعات المنعزلة والمنفصلة جمعياً عن المجتمع .
الجيتو حالة اجتماعية إنعزالية.
وبنفس التعريف وتطبيقاته فان الاخوان والسلفيين والدواعش ومشتقاتهم يحيون فعلياً حالة جيتو مجتمعى .
الجيتو هنا جيتو فكرة وتأويل عقائدي يرفض المجتمع والآخر ويلفظه .
وكما الحالة فى الجيتو اليهودي بفريسييه ، مركب نقص واضطهاد ، يختلط باوهام العظمة ضد الجوييم والأغيار ، فان الجيتو السلفى الاخوانى هنا يمر بنفس الحالة الاغترابية المكونة من مركب اضطهاد من المجتمع والسلطة ممتزج بمركب استعلائي ضد الآخر .
الطرح التلمودى للاسلام يتحمل الجزء الأكبر من الاشكالية .
فبتعاطى فريسى يختزل الجيتو المتأسلم فيه الاسلام فى كنهه وكينونته ، و يصبح الدين فيه بمفهومه الأنا والأنا الأعلى للمجتمع .
ويصبح هو المعيار والمقياس منتاقضاً الآخر باعتباره جوييم ( أغيار ) ، لا يصاهر ولا يجاور ولا يتاجر معه ، فيحيا فى استضعافه المزعوم ، ليتمكن ويتغلب ليستعبد ويروج لهاماشيحه ، المصطنع
والذى تارة كان حسن البنّا ، وتارة أخرى كان سيد قطب ،
ثم مرسى ، ثم كل ما يستجد من أصنام.
وفى النهاية حين يلفظه المجتمع يصنع بكائيته، ويعود ليبنى جدر مبكاه وينعزل فى الجيتو مرة أخرى ينفث ترهاته ، ويصنع تاريخاً موازياً واقتصاداً ووعياً موازياً يشق بِه المجتمع تمهيداً لجولة اخرى من جولات الصراع ،
اما ليحكم الف سنة ، او لينشئ دولة ما فى مكان ما فى ارض مغتصبة ووعى مسلوب.
التعليقات مغلقة.