موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الجيوش و المعارك المنسية …د.أحمد دبيان

510

الجيوش و المعارك المنسية …د.أحمد دبيان

حين نزعم ان الفجوة المتقاربة بين مصر والهند والتى كانت حقيقة موجودة فى الخمسينات والستينات قد إتسعت وتعاظمت بعد الردة السبعينية لصالح الهند فنحن لا نتجنى كثيراً حين نقرر بأنها صارت بتعداد مائة عام على الأقل .
واننا فى عنصريتنا المقيتة المترسخة يجب علينا الخجل فى موروثاتنا الإجتماعية اللغوية حين يخرج أحدهم ليقول معترضاً على آخر :
( ليه هو انت فاكرنى هندى )

الهند بلاد السحر الشرقى والميراث الحضارى والتوازن التأريخى .

ولأن التاريخ ليس مسلمات بديهية ولا صفحات على وسائل التواصل الإجتماعى بصور موجهه .

وهو بالتأكيد ليس أحاديث المصاطب والمقاهى وروايات الآحاد .

كان التعامل مع التاريخ عند الأمم التى تعى أنه كائن متجدد بتفصيلاته التى تتكشف رغم المنحى التوجيهى الذى قد ينتاب الأمة فى فترات ما من توجهها السياسى .

المهاتما غاندى ، روح الهند الحية ، والد الأمة ، هذه هى الألقاب المترسخة منذ منتصف القرن الماضى والى اليوم ، بل ومن كرم أعدائه لو كانوا حقاً أعداء أن أنتجوا فيلماً هوليوودياً عنه .

يتغافل الكثيرون عن حقيقة أن المهاتما غاندى قد مات إغتيالاً .

ورغم أننا لا نقر الإغتيال السياسى مهما كانت الدوافع الا ان هذا لا يمنعنا من الإبحار فيها .

أغتيل غاندى وهناك مذابح وتقسيم لشبه القارة الهندية وانشقاق فى حزب المؤتمر كان أبرز أبطاله محمد على جناح مؤسس دولة باكستان .

الأهم أنه قد سبق هذا الإنشقاق طرد واحد من أبرز أعضاء الحزب وهو نيتاجى شوندرابوس والذى كان يتبنى نهج الكفاح المسلح ضد المحتل البريطانى ، خلافاً للساتيا جراها أو مبدأ اللا عنف الذى إعتبره الجميع فتحاً ونصراً مبيناً أسس له المهاتما غاندى .

وبعيداً عن أن الساتيا جراها أو اللاعنف تبقى فى جوهرها أناركية ( لا سلطوية ) سلمية هدفها الأساسى تحطيم السلطة ، والدولة بالتبعية أملاً فى علاقات متغايرة تقوم على مثاليات الفضيلة بين البشر والتى قد تصلح كحركة مقاومة وتسقط دوماً فى اختبارات التأسيس والقيام والحفاظ على الدولة .

يجئ دور المثقف بقيادة الدفة و الإبحار فى التاريخ لتوجيه الوعى وسط أمواجه المتلاطمة و التى قد يتلاعب بها المستعمر ووكلائه المتضررة مصالحهم لترسيخ ما يعيدها ويستنسخها بشكل مغاير بعد تغيير عاصف كان يقاومه ويحاول توجيهه لتحقيق مصالحه.

جاء العام ٢٠٢٠ ليسلط كبير خان أحد السينمائيين الهنود الضوء على مرحلة تاريخية فى الهند يختزلها الكثيرون عن المد القومى الهندى وحركة الكفاح المسلح التى قادها البطل المهمش نيتاجى شوندرابوس .

الفيلم المسلسل على خمسة أجزاء جاء بعنوان

‏The Forgotten Army

أو الجيش المنسى

معالجاً هذه الفترة من عام ١٩٤٢ والقوات البريطانية الهندية تقاوم اليابانيين فى جزيرة سنغافورة ، ولتسقط الجزيرة بسبب سوء التخطيط البريطانى وروحهم المعنوية المنخفضة رغم تفوقهم العددى حيث كان الجيش البريطانى الهندى يبلغ تعداده تسعون ألفاً مقابل خمس وثلاثين ألفاً من الجيش الإمبراطورى اليابانى .

ورغم إستبسال الضباط والجنود الهنود فى هذا الجيش فى مجابهة اليابانيين ، الا ان المخرج وبذكاء بين كيف كانت التفرقة والإستعلاء البريطانى على نظائرهم الهنود .

تبدأ القصة والتى التزمت حرفياً بالتاريخ الموثق عن الفترة بحكاية جاذبة عن جد يعود من السفر ليقابله ابن شقيقته والحفيد ، ولتبدأ الحكاية بحوار سردى عن تساؤلات من الحفيد وحث من الجد على البحث والقراءة عن جيش الهند المنسى محققاً تواصل الأجيال الذى تعانى منه الشعوب المستعمرة بعد تحررها ليعود المستعمر بوكلائه محققاً مصالحه بإغراق الأجيال التى تباعدت فى متلازمات تيه الفكر والهوية .

جيش الهند المنسى أو

India National Army

‎هو هذا الجيش الذى تكون من الضباط والجنود الهنود
‎بعد سقوط الجيش البريطانى الهندى فى أكبر هزيمة مروعة للإنجليز فى تاريخهم كما وصفها رئيس الوزراء ونستون تشرتشل .

‎دعم اليابانيون هذا الجيش والذى تولى قيادته نيتاجى شوندرابوس ، لتتحرر الهند كما كان يأمل بتحالف مع اليابانيين.

‎تكون هذا الجيش من خمسين ألف مقاتل قضى منهم حوالى اثنين وعشرون ألفاً فى محاولاتهم التقدم نحو دلهى والتى فشلت بعد عبورهم الحدود بسبب توقف الدعم اليابانى ، واستمرار الجنود الهنود فى
الجيش البريطانى والذين لم يحاول غاندى أن يدعوهم عن التوقف عن القتال بجانب المحتل .

تم اسر المقاتلين الباقيين ليقضوا فى الأسر قرابة الخمس سنوات وليتم التعامل معهم كخونة حتى بعد إستقلال الهند عام ١٩٤٧.

القصة السينمائية مشوقه واستطاع المخرج توظيف التاريخ فى حبكة درامية بارعة باستخدام تكنيك الفلاش باك لكى لا يسقط فى فخ الإغراق فى المباشرة ودون الإخلال بالتدقيق التاريخى .

التاريخ والسينما عالمياً يعانى من التوظيف الذى قد لا يراعى الدقة التاريخية وهو بالفعل ما استطاع المخرج الهندى ان ينأى بعمله عنه.

ربما أكون متجنياً تجنى المحب على بلاده حين أرى دفة الوعى فى بلاد كانت بداياتها بموروثها الحضارى مقارباً لوطنه بعد التحرر والإستقلال .

ولكن يجب ان نعترف ان منهاج تجريف الوعى لا زال حاكماً فى بلادنا بعد الردة السبعينية واطلاق عقال الإسلام السياسى والرجعية الإقطاعية المتضررة من ثورة يوليو لتشوه الحقبة كلها لننتهى لحنين الى حكم تحت الإحتلال وإستعمار مستنزف للمقدرات بعد كفاح قضى اجدادنا فيه وبذلوا الدماء ليتحقق فيخرج المروجون ليزينوا هذه الفترات الكارثية ليحققوا مصالح وكلاء الإستعمار والمستعمرين .

وفى يقينى بان اليوم الذى سوف تتعاطى فيه سينما الأفيون الموجهه بتسليط الضوء على حياة القصور أو القبور فى تضاد تفكيكى فادح لتنتهج اقتحام المناطق المحرمة منذ السبعينات عن الاستقلال والتحرر ودور الأبطال المنسيين أمثال الزعيم محمد فريد والزعيم عبد الرحمن فهمى ، ومعارك كتائب التحرير والعدوان الثلاثى التى تأكد بها استقلال مصر .

ومعارك الجيش البطولية فى شدوان والجزيرة الخضراء وبناء حائط الصواريخ وتساقط طائرات الفانتوم فى حرب الألف اليوم الشهيرة بالإستنزاف بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر .

سيكون اليوم الذى تستقيم فيه الدفة وتسكن فيه امواج التدليس والخيانة .

التعليقات مغلقة.