الحارة وأحياء القاهرة من كتابي عرق الحارة المصرية …سيد جعيتم

الحارة وأحياء القاهرة من كتابي عرق الحارة المصرية …سيد جعيتم

بما أنني قد اخترت حارات القاهرة كنموذج للحارة المصرية لكون سكانها من كل محافظات مصر، وقد صبغوا الحارة بثقافاتهم وعاداتهم المتعددة، ونتيجة لهذا التجانس بين سكان الحارة برزت شخصية (ابن البلد)، فكان لا بد أن ندخل لأحياء القاهرة التاريخية التي ما زالت الحارة تشكل معظم مناطقها، والأحياء التاريخية تتجمع فيها الأصالة والمزارات الأثرية، من هذه الأحياء القديمة (حي الخليفة – حي الدرب الأحمر- حي الجمالية – حي الحسين – حي الحسينية – العتبة والموسكي (حارة اليهود)- حي مصر القديمة – حي السيدة زينب

حي الخليفة:
قبل أن استرسل في الكلام عن حي الخليفة أختار شياخة عرب اليسار
شياخة عرب اليسار:
تتميز المنطقة بطبيعة خاصة، فسكانها هم سكان القاهرة الأصليون، بمعني أنهم لا ينتمون لأي محافظة مصرية غير القاهرة، لي أصدقاء في المنطقة، لعبت معهم الكرة الشراب بجوار المنطقة التي كان بها سجن مصر (تم هدمه) وأيضًا لعبت الكرة بمنطقة القلعة.
يقع عرب اليسار بجوار مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها، ومسجد السلطان الغوري المعروف (بجامع المؤمنين) ومباني الحي ملتصقة بقلعة صلاح الدين فقد شيدت مساكنه على سفح الجبل الذي بنيت عليه القلعة، وقد قرأت (لأبن إياس) أن السلطان قانصوه الغوري (850ه- 1446م) عندما مات ابن له، حكم علي سيدات عرب اليسار بأن يتباكوا علي ابنه، ولقرب المساكن من القلعة وضع كرسيًا قبالة المساكن وجلس عليه، فكانت سيدات الحي ينظرون لسور القلعة فإذا رأت احداهن السلطان رفعت صوتها بالصويت (رقعت بالصوت). ومساكن عرب اليسار قديمة من عصر المماليك وأحدثها بني من القرن التاسع عشر.
منذ سنوات والحكومات المتعاقبة تضع نصب أعينها على هذه المنطقة التاريخية وبدلًا من أن تطورها، قامت الحكومة عام 2019بهدم معظم مساكن الحي تمهيدًا لإزالته، ويقال أن سلاطين المماليك أيضا كانوا يرغبون في هدم المنطقة لأنهم لا يريدون سكانًا أسفل القلعة، يذكر المؤرخ ابن إياس في حوادث جمادي الأول 916 هجرية بكتابه بدائع الزهور في وقائع الأمور: أن السلطان صادر عرب اليسار الذين يسكنون تحت القلعة وقرر عليهم مالا (ضريبة أو غرامة) وقال لهم: (إنتو عملتو كيمان تراب تحت القلعة من عفشكم ما يتشال ولا بعشرة آلاف دينار) نقلتها كما وردت بالضبط.

نعود لحي الخليفة
يقع حي الخليفة جنوب القاهرة، هناك رأيان عن سبب تسمية الحي بالخليفة الرأي الأول ينسبه للخليفة العباسي أبو القاسم أحمد بن الظاهر بأمر الله الذي استقدمه الظاهر بيبرس وأسكنه بالمنطقة (659 ه- 1261 م) والرأي الأخر ينسب التسمية للخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله 368ه 1020م الذي أختفي وقيل أنه قتل بالقرافة بمنطقة المقطم إنه لم يعثر على جثته (خطط المقريزي).
وبالحي الكثير من الآثار التاريخية والدينية، فيه مسجد السلطان حسن الذي بدأ السلطان الناصر حسن في بنائه سنة 757 هـ/ 1356 م وهو يعد تحفة معمارية من عصر المماليك ويتضمن أبوابًا برونزية مطعمة بالذهب والفضة وألواح من الرخام وأرضيات من الرخام الملون ونافورة كان يخرج منها شراب حلو (شربات) في المناسبات الخاصة وتبلغ مساحته 7906 وقد حرص الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي زيارة المسجد عند زيارته لمصر في 4 يونيو 2009، جامع وضريح الأمام الشافعي وجامع الإمام الليثي، مسجد شيخون، جامع الخضيري، مسجد سرغطمش، سبيل أم عباس، وتنتشر به العقارات القديمة والمساجد الأثرية ذات التاريخ والطبيعة الدينية، ومن أهم المعالم بالحي قلعة صلاح الدين الأيوبي(قلعة الجبل) أقيمت بين عامي (1176 هـ- 1182 م) وبداخلها مسجد محمد علي وقصر الجوهرة، والعديد من المساجد والآثار الإسلامية الخاصة بالعصور الإسلامية المختلفة. ويتميز حي الخليفة بطبيعته الشعبية حيث لا تزال تحمل حاراته وشوارعه نعبر عن روح المواطن المصري الأصيل بشهامته ورجولته وكل عاداته الحميدة.

حي الخليفة هو حلقة الوصل بين سكان أحياء البساتين- المعادي ـ السيدة زينب ـ وسط البلد، و شوارع الخليفة تتميز بالطابع الأصيل منها:
شارع صلاح الدين ـ شارع شيخون ـ شارع الكردي ـ شارع الأشرف خليل بن قلاوون.
ومن المعالم الأثرية بحي الخليفة:

• مسجد السيدة سكينة:
  هي السيدة آمنة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين أمها رباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس سيد بني كلب ولدت سنة47 هـ، وسميت باسم جدتها أم النبي (ص) ثم لقبتها أمها بسكينة وذلك لأن نفوس أهلها وأسرتها كانت تسكن إليها لفرط مرحها وحيويتها، وقد اختلف المؤرخون في صحة وجودها بالمقام، والمسجد يرجع إلى عهد عبد الرحمن كتخدا سنة 1173م ثم جددته بعد ذلك وزارة الأوقاف في القرن الثالث عشر الهجري ومكتوب على المنبر أنشئ المنبر في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1322م وكذلك على القبلة وعلي المدخل الرئيسي للمسجد. مسجد السيدة عائشة:
  هي عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبي طالب كر م الله وجهه، و أخت الإمام موسى الكاظم وهى من العابدات القانتات المجاهدات توفيت إلى رحمة الله تعالى سنة 145هـ.
  ظل قبرها مزارًا بسيطًا حتى القرن السادس الهجري وكان يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على صفين من المقرنصات أما في العصر الأيوبي فقد أنشئ بجوار القبة مدرسة وعند بناء سور القاهرة فصلت المدرسة عن القبر وفتح في السور باب سمى بباب السيدة عائشة أو باب القرافة (هدم عند بناء الكوبري بالميدان أمام المسجد)، أعاد بناء المسجد الأمير عبد الرحمن كتخدا في القرن الثامن.
  أسم القرافة التي أطلق علي المقابر بالمنطقة مأخوذ عن اسم قبيلة المغافر يقال لهم (بنو قرافة) كان منهم بالقاهرة قرافتان، إحداهما بسطح المقطم وسميت (القرافة الصغرى) وبها قبر الإمام الشافعي، والأخرى شرق الفسطاط بجوار المساكن يقال له (القرافة الكبرى).

مسجد السيدة رقية:
يعتبر المحراب الرئيسي في مسجد السيدة رقية بنت الحسين مشهدها تحفة فنية رائعة، ويرجع تاريخ المشهد اعتمادًا على المحراب الخشبي الموجود بمتحف الفن الإسلامي إلى 528 هـ- 1134 م ويؤيد ذلك النص المقريزي.

قلعة صلاح الدين (قلعة الجبل):
بدأ صلاح الدين يوسف بن أيوب في تشييدها فوق ربوة الصوت بجبل المقطم (572ه- 1176م)، وأتمها السلطان الكامل بن العادل وسكنها.
في الضلع الغربي للقلعة، يوجد الباب المدرج وفوقه كتابة تشير إلى بناء القلعة، ونصه: (بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة، المجاورة لمحروسة القاهرة التي جمعت نفعًا وتحسينًا وسعة علي من التجأ إلي ظل ملكه وتحصينًا، مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين في نظر أخيه وولي عهده، الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد خليل أمير المؤمنين، على يد أمير مملكته، ومعين دولته، قراقوش بن عبد الله الملكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمسمائة)

وللقلعة عدة أبواب منها: باب المقطم (باب الجبل) بوابة صلاح الدين، الباب الجديد بناه محمد علي باشا سنة (1242ه/ 1827م (الباب الوسطاني) برج الطبالين)، باب العزب (باب السلسة)- باب القلعة (المتحف الحربي)
ومن أبواب القلعة وأبراجها وأثارها وقصورها ومساجدها:
الأبراج: المقطم- الصفة- العلوة- كر كيلان- الطرفة- المبلط- المقوصر- الأمام) القرافة(- الرملة- الحداد- الصحراء- البرج المربع، قصر الجوهرة- قصر الحرم- قصر الأبلق- سراي العدل، مسجد محمد علي- مسجد ومدرسة الناصر قلاوون- مسجد سليمان باشا الخادم

• مسجد سليمان باشا الخادم – مسجد سارية الجبل- مسجد أحمد كتخدا عزبان- جامع العزب- إيوان فارس الدين أقطاي- دار ضرب العملة- بئر يوسف- مدرسة القلعة الحربية- دار صناعة القلعة- ورش باب العزب، وبها متحف الشرطة- والمتحف الحربي انتظروني مع حي الدرب الاحمر