الحارس الأمين
بقلم دلال أديب
غاب فترة من الزمن وانقطعت أخباره.فقد كان من أشد سكان الحي شقاوة لايسلم من أذاه ماراً قاطناً كان أو عابر سبيل..
لاأذكر كم مضى من الوقت على غيابه، لكن الهدوء الذي عشناه وهو بعيد أتذكره تماما؛لأعود وأراه ذات يوم داخلاً الحي بسيارة فخمة زجاجها فيمي..
أخذ سكان الحي يتهامسون ويتساءلون فيما بينهم لرؤيته بالوضع الجديد ولم يجرؤ أحد بالافصاح بما جال في خاطره..
فتلك الحال والسيارة لايركبها الا من حصل على وظيفة في الامم المتحدة..
سوداء بريقها يصيب العيون لشدة لمعانها وبريقها..يعتليها كأنها طائرة تسير على الارض..
عندما يمر أمامك تحسب أن تسونامي قادماً لامحاله فالارض تميد بك وتهتز ويغلو الغبار في المكان..يترجل منها نافشاً ريشه كالطاووس وأمامه يتراكض لوحان بأجساد كأنه صبت بقوالب؛زنودهم مفتوله وصدورهم يستقر عليها النسر..يرتديان نظارات تخفي ذلك اللؤم في العيون..تهرع قطط الحي وصغارة خائفة من سطوته وجبروته..يدخل المتجر فترة كل من بالداخل وكأن في أجسادهم نوابض تحركهم يتسارعون لتلبية مايريد..ثم يقفون لتحيته عند خروجه..لايسأل عن فاتورة أو سعر ويلقي برزمة من النقود ثم يخرج محدثاً ضجيجاً ويتطاير الغبار عندما تتحرك عجلات السيارة، يتنفس الجميع الصعداء لذهابه…
سألت أحدهم عنه ومن أين كل ذلك، لأعلم أنه الحارس الامين على الخط الامامي لبلدتي والباصم بالقبضة الحديديه لكل قادم قاصياً كان أم دانيا….
التعليقات مغلقة.