موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الحاسوب بقلم د. نهاد حلاوة

444

الحاسوب بقلم د. نهاد حلاوة


كانت المؤسسة تدار بمنتهى الدقة رغم ان أحدا من الموظفين لم ير رئيس مجلس الإدارة..فقد كانت التعليمات تأتيهم علي مكاتبهم عبر أجهزة الحاسوب أو اجهزة الاتصالات الحديثة المتعددة. وحتى مسابقات التعيين وقرارات إنهاء الخدمة كانت تتم بذات الأسلوب إلا أن هذه التعليمات غير قابلة للمناقشة أو الرد فلا يوجد وسيلة للتوصيل عكس الإتجاه.
أما غرفته فهى مغلقة دائما ولم يشاهد أى شخص يدخلها أو يخرج منها في اى يوم من الأيام وإن كان بابها الخارجي يوحى بالفخامة والتفرد.
ولذلك كثرت التنبؤات حول شخصية رئيس مجلس الإدارة فبعض الموظفين يعتقد أنه سمين ذو صوت جهورى ويدخن السيجار وآخرون اتفقوا علي أنه كهل عجوز . والمؤكد أنه يجيد كل اللغات وذو ثقافة رفيعة ويبدو ذلك من صياغته للتعليمات الصادرة من مكتبه وإن كانت هناك قلة تشكك في تلك القدرات إذ أنه من المحتمل أن يكون له مساعدون أكفاء .
أما كيفية دخوله وخروجه من مكتبه دون أن يراه أحد حتى حارس الامن ففسره البعض أنه يأتى مبكرا قبل الجميع ويغادر متأخرا بعدهم.وإن كان آخرون يعتقدون أنه يأتى عبر نفق طويل ينتهى مباشرة في غرفته.
لم تكن تعليمات الرتيس تقتصر علي إدارة تعاملات المؤسسة وتنظيم العمل بها بل قد تمتد إلي الشئون الشخصية للموظفين فبعض هذه التعليمات يتعلق بملابس الموظفات ومساحيقهن والأسلوب الأمثل لتعاملهن مع الموظفين الذكور…. وبعضها يتعلق بحث الموظفين الغير متزوجين علي الزواج مع وعد بمساعدة مالية إذا كانت الزوجة من نفس المؤسسة فكثرت الزيجات بل أن الرئيس نصح أحد الموظفين بالتريث في طلاق زوجته واعطائها فرصة أخرى من أجل الأولاد ويبدوا أن الرئيس كان علي دراية بكافة الشئون الشخصية لموظفيه.
كان الموظفون يستجيبون لكل تعليمات الرئيس بدقة ويشعرون بالإرتياح لتنفيذ ما أؤتمروا به . فبرغم أن أحدا لم يراه إلا أن الجميع في المؤسسة يهابونه ويقدرون مكانته ويخشون عقابه ويطمعون في عطاياه السخية التى يجود بها من آن لآخر علي من يطيع .
كان عم المهدي دقيق الجسد داكن البشرة متجهم الملامح أجعد الشعر ناقم بشكل دائم لأنه يدعى الدراية بالقراءة والكتابة ويطمع في وظيفة كاتب أو أمين مخازن يعمل في هذه المؤسسة العريقة منذ اربعين عاما وقد تقلب في شتى الوظائف الصغيرة لمدة عشرين عاما فهو تارة حارسا وأخري ساعيا وأحيانا سائقا بل قام في العديد من المناسبات بتنظيف دورات المياه
أما ما حدث له في العشرين سنة التالية فكان انقلابا حادا في وضعه في الشركة ففى أحد الأيام وبعد خروج الموظفين من المؤسسة حاول فتح باب مكتب رئيس مجلس الإدارة ليفاتحه في أمر ترقيته إلي وظيفة كاتب .
طرق عم المهدي الباب عدة مرات فلم يرد أحد دفع الباب برفق وتوجس فإذا به يفتح بسهولة وكانت المفاجأة أن الباب يفضى إلي غرفة خاليه ومنها إلي ممر ضيق طويل ينتهى بباب أفخم من مثيله الخارجي..طرق الباب عدة مرات فلم يتلق أى رد ..حاول فتح الباب فلم يتمكن من فتحه ..كرر عم مهدى محاولاته للقاء الرئيس في أوقات مختلفة ولكن كل محاولاته باءت بالفشل وكانت بعض هذه المحاولات أمام موظفي الشركة في أوقات العمل الرسمية فكان يدخل من الباب الأول ثم يغلقه بحرص دون ان يرى أحد ما بداخله ليصاب بالاحباط مرة بعد مرة …
بدأ الموظفون يهتمون بعم المهدى إذ أنه الوحيد في تاريخ المؤسسة الذى يلج هذا الباب وكثرة اسئلة الموظفين لعم المهدى عن شخصية السيد القابع بالداخل وكان عم المهدي يجيب عن أسئلتهم وكأنه رأه رأي العين فهو رجل في منتصف العمر وسيم شديد الجاذبية ،طيب القلب،ينصت لمحدثه بكل اهتمام ،ودود حازم ….وغيرها من الصفات الرائعة المحببه.
تمادى عم المهدى في لعبته فكان يحضر فنجانين من القهوة كل صباح ويدخل بهما إلي الغرفة الخالية ليحتسيهما وحده.. ثم يخبر الموظفين بأنه كان يحتسى مع الرئيس قهوته الصباحية.
راقت اللعبة لعم المهدى فأعلن في المؤسسة أن الرئيس عينه سكرتيرا خاصا له ..ولقطع الطريق علي محاولات الآخرين ولوج الغرفة وافتضاح أمره فقد أخبرهم أنه محظور علي أى موظف الإقتراب من هذا الباب بأمر الرئيس .
يوما بعد يوم ازدادت أهمية عم المهدى وأصبح أهم موظفى المؤسسة بل أن كبار الموظفين كانوا يلجأون إليه كواسطة للسيد الرئيس في قضاء بعض الحاجات فإن قضيت بالصدفة أوهمهم أنه أقنع الرئيس بالأمر ..وإن لم تقضى تعلل بسوء مزاج الرئيس أو ضيق وقته أو رفضه للأمر.
تطلب هذا التغيير الحرص الشديد من عم المهدى حتى لا ينكشف أمره فقد كان يحضر إلي المؤسسة قبل الموظفين ويغادر آخرها وحد من اختلاطه بالموظفين واصبح يردد من آن وآخر تعليمات الرئيس بضرورة الحسم للموظفات والإلتزام بأداء الواجبات الدينية بالإضافة بالطبع إلي الإخلاص في العمل وأصبح يعتنى بنظافة وكى جلبابه الأبيض وامتنع عن التدخين علي الاقل أمام الموظفين ثم أطلق لحيته ليبدو أكثر جدية وإلتزام .
لم يصدق عم المهدى نفسه عندما أخبره مدير المستخدمين بالمؤسسة أنه تلقي أمرا بإقرار وضعه الجديد وكاد أن يطير من الفرحة واكن تظاهر بالهدوء وتمالك نفسه علي اعتبار أن هذا الأمر طبيعيا وكان يجب تداركه من زمن.
سارت الأمور علي ماهى عليه بالنسبه لعم المهدى لمدة عشريين عاما حتى كان تعيين المهندس خالد بالمؤسسة .
كان خالد شابا في منتصف الثلاثينات يحمل أعلي الدرجات العلمية في علم الحاسوب وكانت المؤسسات المماثلة تتنافس علي الإستفادة من خبراته وكان معتزا بنفسه واثقا من قدراته وسرعان مانال احترام وحب الموظفين.
وفي أحد الأيام طلب خالد مقابلة رئيس مجلس الإدارة لعرض مشروع تحديث شبكه الحاسب الآلي بالشركه إذا أنها لم تعد صالحة لموالية التطورات المذهلة في عالم الحاسوب وأن افكاره ستدفع المؤسسة للصدارة بين مثيلاتها.
أفهم الموظفون في الشركة أن المقابلة رئيس مجلس الإدارة مستحيلة ولا توجد وسيلة اتصال مباشرة به وأنه عندما يشعر بضرورة تحديث شبكة الحاسوب سيأمر بذلك. وإن كان لابد من عرض الأمر فليقدم طلبه مرفقا بالدراسه إلي عم المهدي أولا ويرى ماذا سيكون الرد.
أخذ عم المهدى أوراق الدراسه من خالد وطلب منه النتظار في مكتبه نصف ساعة .. وأعد فنجانين من القهوة ودخل الغرفه الخاليه وهو عاقد العزم علي الرد علي خالد برفض المشروع اذ انه الحل الوحيد للخروج من المأزق.
جلس عم المهدي علي الأرض في الغرفة الخالية واحتسى فنجان القهوة وأوراق الدراسة متناثرة حوله .ثم غلبه النعاس فاستلقي نائما.
عاد خالد عندما أحس ان الوقت يمر دون رظ وسأل الموظفين إن كان عم المهدى قد خرج من مكتب الرئيس أم لا .. فأجاب أحدهم بالنفي فاتجه خالد ناحية الباب المكتب ودفعه بقوة داخلا الغرفة الخالية صاح فيه الموظفون لإثناءه عن عزمه لكنه كان قد دخل وأغلق الباب وراءه… فوجئ خالد بعم المهدى نائما وأوراق الدراسة ملقاه بجواره ..لملم الأوراق وأتجه ناحية الباب الثانى طرقه عدة مرات فلم يستجب أحد ولكنه سمع أصوات بالداخل توحب بوجود أحدا ما … أعاد الكرة فلم يأته الرد حاول دفع الباب بالقوة بيديه ثم كامل جسده … أستيقظ عم المهدى علي صوت تحطم الباب فأنتصب قائما ليجذب خالد جانبا ليدخل غرفه رئيس مجلس الإدارة وسط صراخ عم المهدى ووعيده وبمجرد لمس قدم خالد أرضية الغرفة دوت صفارات الإنذار بعنف تهز كل أرجاء المؤسسة… لما يأبه خالد ودخل الغرفة فلم يجد مكتبا للمدير ولا طاولة اجتماعات ولا مقاعد ولا سجاد كانت الغرفة لا يوجد بها باب ولا شباك ومحتوياتها عبارة عن شاشات كبيرة عليها بيانات بلغات مختلفة وتتغير من لحظة لأخرى بالإضافة إلي أجهزة حاسوب عملاقة متصلة ببعضها بأسلاك معقدة التوصيلات …
استمرت أجهزة الانذار في صفيرها وخالد قد اصابه الذهول من هول ما يرى وحاول استجماع خبراته ليفهم ما يحدث دون جدوى.
أحس عم المهدى أن لعبته انكشفت وأفتضح أمره ففر هاربا من الغرفة. إلا أن جموع الموظفين كانوا أسبق إلي داخل الغرفة.
تأمل الموظفون عم المهدي وهو مذعور ..وفنجانى القهوة الملقيان علي الأرض وخالد يضرب كفا بكف وغرفة رئيس مجلس الإدارة بدون رئيس مجلس إدارة وأحسوا بالخديعة التى أوهمهم بها عم المهدي وانخرط الجميع في نوبة من الضحك الهستيري والفوضى العارمة وسرعان ماتغيرت البيانات علي الشاشات كلها إلي : تم تصفية المؤسسة وفصل جميع الموظفين وأعقب ذلك عدة انفجارات وتصاعد دخان كثيف.

التعليقات مغلقة.