” الحرب والسلام “بقلم د.جميل أحمد شريقي ” تيسير البسيطة “- سورية
(وماالحرب إلا ما علمتم وذقتم
وما هو عنها بالحديث المرجّم)
زهير بن أبي سلمى
١ – فتيلُ الحربِ يشعلُهُ الجنونُ
فتنهارُ الحضارةُ والحصونُ
٢ – وتهوي في لهيبِ الحربِ ناسٌ
جريمتُها البراءةُ والسكونُ
٣ – وتذوي بسمةُ الثكلى ويبقى
شحوبٌ ما يفارقُهُ الأنينُ
٤ – وتلتحمُ البنادقُ في سعارٍ
تؤجِّجُهُ ليحترقَ السفينُ
٥ – وتنهالُ القنابلُ مثل وبلٍ
على الأحياءِ إذ جفَّت عيونُ
٦ -وكلٌّ حاقدٌ من غيرِ عذرٍ
تحرِّكُهُ النوازعُ والظنونُ
٧ – رحىً دارت وفيها سحقُ قومٍ
ثِفالٌ فوقَها الصرعى طحينُ
٨ – ومن أشلاءِ أطفالٍ ترامت
تشابهَتِ المجازرُ والعجينُ
٩ – وأمسى الليلُ صبحاً من لهيبٍ
وضاءت ليلةٌ وبغى ضنينُ
١٠ – كتائبُ تحملُ الراياتِ عُمياً
فتبصرُ حينَ تشتبكُ الجفونُ
١١ – وفي كوخٍ وقد ذلَّت نفوسٌ
تبدّى الخوفُ واحترقَ الدفينُ
١٢ – وسالت دمعةٌ سحَّاً لأمٍّ
بكت طفلاً وما عرقَ الجبينُ
١٤ – وكم خرَّت على البطحا أسودٌ
بسيفِ الغدرِ يحملُهُ خؤونُ
١٥ – شعارُ الحربِ ( لا أخلاقَ) فيها
وما فيها على الأحيا أمينُ
١٦ – وروحُ السلمِ لا التسليمِ خيرٌ
بها تخلو من الموتى السجونُ
١٧ – وينتعشُ الربيعُ فلا احتراقٌ
ودفءُ السّلمِ يحضرُهُ السنونو
١٨ – ويرجعُ هاجرُ الأوطانِ قسراً
ليبني ما تهدَّمَ لا يخونُ
١٩ – سبيلُ الحربِ لا يحيي قلوباً
إذا وقعَت وقائدُها الجنونُ
٢٠ – ولكن في سبيلِ الحقِّ تحلو
ليعلو الحقُّ والحقُّ المبينُ
٢١ – لترجعَ بسمةُ الشهداءِ فينا
بجيلٍ مايُرى فيهِ الحزينُ
٢٢ – لتعلو رايةٌ للسلمِ فيها
عزيزٌ بالكرامةِ لا يهونُ
٢٣ – معادلةُ الصراعِ لها كسورٌ
وفيها يظهرُ الكُنهُ الثمينُ
٢٤ – يعمُّ الخيرُ والفقراءُ تسمو
ولا يغتالُ بسمتَها سمينُ
٢٥ – وفي رحبِ الفضاء ترى حَمَاماً
وفوقَ الأرضِ زيتونٌ وتينُ
التعليقات مغلقة.