الحر عن مس الخنا يترفع من الكامل …شعر محمود علي محمد
إني هنا ضوء على قمم الجبال
يلم أذيال النهار يُودًعُ ١
الشمس في حضن الغروب عليلة
روح ومن حبل الوتين ستُنْزعُ٢
ستغوص في أعماق ليل مظلم
شفق الغروب بدمعها متشبَّعُ ٣
أسراب طير قد أتت وكناتها
ستبات في حضن الحبيب وتهجعُ ٤
آوت إلى أعطاف ليل جنحه
بسط الظلام رداء ستر يُمْتعُ ٥
وحدي بليل لا يرق للوعتي
حجب الحبيب و قام سدا يمنعُ ٦
الليل داج والظلام يلفني
قلبي شكا والنجم أطرق يسمعُ ٧
الصمت يطبق بالمكان وإنني
جبل يدك وصخره يتصدَّعُ ٨
ما راعني إلا وطاويط الكهوف
تطير عميا في ظلام تُفزِعُ ٩
ورزئت حملا من عظيم وجيعة
سيل الأسى من كل غيم يدمعُ ١٠
ونحيب ثكلى من رياح صرصر
وكأنها أصداء صوتي ترجِعُ ١١
وبكيت حالي هالعا ومروعا
والبرد يضرب بالسياط ويَصْفعُ. ١٢
هجر الحبيب ديارنا وربوعنا
والليل مأوى للهيام ومرتعُ ١٣
وشربت من كأس الأسى متأوها
وكأنني من مس جن أُصْرعُ ١٤
يا من تركت القلب حين هجرته
كمفازة منها النفوس تُروَّعُ ١٥
رحماك لا تقطع حبال مودتي
لا تشعل الجرح الذي يتمزَّعُ ١٦
ولعل أيام الوداد شفيعة
فتروم وصلا للحبيب وتَشْفعُ ١٧
الحب يفضح لا يوارى عطره
مهما تحاول كتمه يتفرعُ ١٨
ما كل من رام الهوى سيناله
فهو النصيب على العباد يوزًعُ ١٩
الفحش لم يدرك إليَّ طريقة
فالحر عن مس الخنا يترفعُ ٢٠
من رام عيشا لا يخالط بؤسه
فهو المحال وغاية لا تُطْمعُ ٢١
إن الحياة سرورها لمنغص
قد نال صفو حياته من يقنعُ ٢٢
طمع الكريم بأن تجيب نداءه
فإذا أجبت نداءه يَتوسَّعُ٢٣
وتری البخيل إذا قصدت دياره
لمن المصائب كلها يتوجعُ ٢٤
البخل لا يبقي علی مال الفتی
وكذا الكريم لكل خير يجمعُ ٢٥
نادی مناد في السما وفوا الكريم
عطاءه مال البخيل مُضَّيَع ٢٦
وإذا نويت الأمر فامض لفعله
ما نفع أمر دون فعل يُتْبعُ ٢٧
كن غوث ملهوف إذا يوما أتی
مستنجدا يلقاك غيثا ينفع ٢٨
وإذا دعيت لشدة فاصدع لها
متعجلا للغوث دوما تسرعُ ٢٩
إياك لا تصغ السماع لجاهل
تلق الردی وبحمق جهل تصرعُ ٣٠
السر في بطن الفتی أمن له
ولغير نفسك ما لسر تُسْمعُ ٣١
التعليقات مغلقة.