موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الحقيقة وخدمة التوصيل بقلم الأستاذ.. أحمد فؤاد الهادي

84

الحقيقة وخدمة التوصيل بقلم الأستاذ.. أحمد فؤاد الهادي

تُعَرَّف الحقيقة لغويا بأنها الشيء الثابت يقينا، وقد تكون على عدة صور:

حقيقة أبدية: وهي المبادئ والقوانين المطلقة المحيطة بجميع الموجودات.

حقيقة علمية: وهي المقطوع بها.

حقيقة بديهية: وهي التي تثبت نفسها.

حقيقة واقعة: وهي التي تكون أمرا واقعا وليس على سبيل المصادفة.

حقيقة واقعية: وهي الموجودة ذهنيا أو عينيا.
وكل إنسان يحيط ببعض الحقائق من كل من هذه الصنوف أو بعضها بقدر علمه وعمره وخبراته، ويجهل بعضها تماما، خاصة تلك المتغيرة والمتجددة مثل: الأحداث الجارية والحوادث وكل الأمور المتعلقة بتعاملات وعلاقات البشر والتي تمثل سيلا لا ينقطع في كل لحظة وفي كل مكان.
فكل حدث يعلمه بعض الناس ويجهله الآخرون حتى يتولى مندوبو التوصيل نقله وتوصيله للآخرين. ومندوب التوصيل قد تكون جهة مختصة مثل وسائل الإعلام المختلفة، أو الأفراد أنفسهم، أو كلاهما، وهذا ما نقصده بخدمة التوصيل.
ورغم أن خدمة التوصيل تلك تبدو وكأنها مجانبة من الناقل إلى المستقبل، وقد تكون فعلا هكذا أحيانا، إلا أنها في العموم خدمة مدفوعة الثمن الذي قد يكون باهظا أحيانا ويسدده المتلقي الذي لم يطلب هذه السلعة لولا أن المندوب (الناقل) ينتحل دائما صفة المتطوع ويلقى بسلعته التي لم تطلب منه في غالب الحالات دون استئذان.
وتنشأ الحقيقة في زمان ومكان محددين، ويشهدها أطرافها ومن يتصادف تواجدهم لحظة ميلادها، فالحادث الذي وقع في أحد الطرق وكيفية حدوثه وما نجم عنه يعتبر حقيقة شهدها البعض، كذلك الحديث الذي دار بين اثنين أو أكثر، والبيان الذي صدر عن جهة معينة. وكل من شهد أي من تلك الوقائع يصبح مندوبا لتوصيلها إلى من يستهدفه والذي يصبح هو الآخر مندوبا للتوصيل فتتسع دائرة التوصيل ويصير الأمر ذائعا.
إلى هنا يبدو الأمر عاديا وطبيعيا ومقبولا، بينما هو ليس كذلك!
فعلينا أن نسأل أنفسنا: هل ما تسلمناه من المندوب هو المنتج الفعلي للحدث؟ وهل الذي شهد مولد الحدث نقل خبره كما هو؟ وهل هناك سبب قد يدفعه للتحريف أو الحذف أو الإضافة؟ هل يمكن أن يبتدع المندوب خبرا يتولى توزيعه؟
فالمندوب لن يسألك إن كنت في حاجة إلى الطرد أم لا! بل سيدفع به إليك دون إذن أو إنذار بينما أنت لا تدرك كنه ما تسلمت، وهل هي الحقيقة أم جزء منها أو تحريف لها أم أنها مبتدعة؟
وسلامة الطرد من الخداع والكذب تتوقف على أمانة المندوب ونزاهته، وهي أشياء لا يمكن الاعتماد عليها ألا إذا كنا مغامرين.
لذلك فإن الحكمة الموروثة: إذا كان المتكلم مجنونا فالمستمع يجب أن يكون عاقلا، تعتبر توجيها لما يجب علينا الأخذ به عند تسلم ما يحمله أي من مندوبي التوصيل، فعليك أن تستمع وتعمل عقلك ولا تبادر بالأخذ بما تسمع دون وعي قبل التأكد من محتواه والهدف الذي دفع المندوب لنقله إليك.
وألفت النظر إلى قاعدة استنبطتها من خبرتي الشخصية:
كن حذرا عند سماعك للآخرين، فالناس يقولون ما يمكن أن يقال وليس ما يجب أن يقال، وما يقولونه عن نفس الشيء قد يختلف تبعا للظروف التي يقال فيها.
وقد يكون للحديث بقية إن شاء الله.

التعليقات مغلقة.