الحلقة التاسعة من آلهة مصر القديمة…
بقلم: سيد جعيتم
ثالوث الفنتين
ثالوث الفنتين (خيمنو أو خنوم ،ساتيت، عنقيت)حماة محاجر الجرانيت وحدود مصر الجنوبية.
يمثلون مظاهر للطبيعة، مركز عبادتهم مدينة(تا-كينس) وجزيرة سهيل علي بعد 2كم جنوبي أسوان وجزر الفنتين في مدخل مصر الجنوبي. أسوان كان اسمها القديم (سونو) وحور في القبطية إلي (سوان /سويان/ سويني) ومعناها السوق مما يشير لدور المنطقة في التبادل التجاري بين الصعيد ومصر وبين النوبة وماوراءها.
نبدأ بذكر أعضاء الثالوث:
اولًا:الإله (خنوم/ خيمنو/غنوم / نوم):
رب الماء العذب ،الإله الذي يخلق الإنسان ، رب الخصوبة والإنجاب.
سيد هرمابوليس ماجنا،مركز عبادته في إلفنتين وعبد في أماكن مختلفة في أسوان وإسنا وممفيس (منف) ومساحة عبادته كانت من طيبة إلى فيله ولكن الأضرحة الرئيسية له كانت عند نهاية الشلال الأول باعتباره الإله الذي أتي بالنيل ليقيم الحياة على ضفافه، زوجاته ( حقت/ عنقيت – باستيت) وابنته ( أنوكيس) ،كان يتقمص كبشًا في معابد الفنتين، وكان يسوي المخلوقات على عجلة كصانع الفخار، فكان كل طفل يولد من صنع يده وإليه ينسب حسن تركيب أجسام المواليد، وكان يعبد بجانبه قرينتيه (باستيت) و(عنقت)، وقد عرف في ديانة قدماء المصريين بأنه (نب- قبحو) أي سيد المياه وظل يعبد أيضا خلا عصر الدولة الحديثة،وفيل عنه رافع
السماء علي أعمدتها الأربعة، وقد اتحد بأربعة أرباب ( رع) و(شو) و(جب/ سب) و (أوزير) وارتبط أيضًا بـ (نو) إله هاوية الماء البدائي
ثانيًا: الإلهة ( باستت/ ساتيت/ ساتي): معبودة الحنان والوداعة، رمز الخصوبة وحامية المرأة الحامل، ربة الغمر بالماء .
زوجة (خنوم )ابنة معبود الشمس( رع ) أو ابنة ( آتوم) و(نفرتم) وأخت ( عنقت) صورتها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة وصورتها أيضًا تحمل في يدها قوص وسهام ،وفي العديد من الصور تشاهد مرتدية تاج الجنوب ذو أعمدة وقرون مركز عبادتها مدينة بوباستيس (تل بسطة) وعبدت في الفنتين وشيد لها معبد دندرة وتعتبر ربة دندرة المحلية، أدمجت مع المعبودة ( سخمت) فعندما تغضب باستيت تصبح
(سخمت) وتنتقم من الأعداء ومن هو ذو خلق رديء، ارتبطت (باستيت) في عهد المملكة المصرية القديمة بالمعبودة(حتحور/هاتور)، وفي عهد الأسرة الوسطى كانت تمثل بالآلهة (موت).
كان المصريون القدماء يحتفلون بعيد (باستيت) بتعاطي البيرة (يسمى أحيانا عيد السكر).
ثالثا: الآلهة ( عنقت / عنقيت /المعانقة): إلهة نهر النيل ، مانحة الحياة
مركز عبادتها في الفنتين وفي المناطق القريبة من النوبة، وجزيرة سهيل ، وسميت بسيدة (ساتيت) ولها معبد هناك دعي ( امين- حري- اب) و لها معبد في فيلة حمل اسم ( با- مير).
وهي زوجة ثانية للإله (خنوم) ، وكانت تصوّر كامرأة مع غطاء للرأس من الريش المنتصب وتمسك بيدها رمز (عنخ)، وكان لها حيوان مقدس وهو الغزال، وفي صورة أخري نراها ترضع الملك الشاب وتعانقة باليد اليسري .
شيد معبد مخصص لعنقت في جزيرة سهيل، وخصص لها معبد من قبل الفرعون سبك
حتب الثالث من الأسرة الثالثة عشرة و خلال عهد الأسرة الثامنة عشرة كرّس أمنحتب الثاني مصلى ومعبدا لها.
و خلال عصر الدولة الحديثة شملت عبادة عنقت في الفنتين موكباً نهرياً لها خلال الشهر الأول من فصل الحصاد (شمو).
توضيح( رمز عنخ):
رمز عنخ هو مفتاح الحياة أو مفتاح النيل ورمز الحياة الأبدية عند قدماء المصريين، وكان تحمله الآلهة والملوك و سائر المصريين كتميمة مع اثنين من الطلاسم الأخرى التي ترمز للقوة والصحة ووضع القدماء نماذج معدنية لمفتاح الحياة على القبور بعد أن تصقل بالذهب أو النحاس كي ترمز للشمس.
انتظروني
التعليقات مغلقة.