موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الحلقة الثالثة من ذكرياتي في الحارة المصرية من كتابي “عرق الحارة المصرية”… سيد جعيتم

222

الحلقة الثالثة من ذكرياتي في الحارة المصرية من كتابي (عرق الحارة المصرية)…

سيد جعيتم

اشتركت في جمعية الإسعاف بالمدرسة الإبتدائية، وطلب مني صورة عاجلة لاستخراج الكارينية، ذهبت لمصوراتي شمس ( مصور ماء) كان يقف بكاميرته خلف قسم الوايلي، عدل لي هندامي ثم أجلسني على كرسي أمام الكاميرا وخلفي ستارة سوداء، حرص على أن تكون الشمس في وجهي، طلب مني أن أبتسم وأفتح عيني ( برقت) وأثبت عيني علي عدسة الكاميرا ، قال أثبت فتح غطاء عدسة الكاميرا ثم أغلقه، الكاميرا عبارة عن صندوق خشبي مثبت بمقدمته (كاميرا) وبداخله معمل يحتوي علي أحواض المظهر والمثبت وحوض به ماء، ومكان لحفظ ورق الطبع الحساس وفي آخر الصندوق تحويطة من القماش الأسود السميك ليمنع نفاذ الضوء لداخل الصندوق، ويحمل الصندوق على ثلاثة أرجل طويلة من الخشب متحركين، بعد تجهيز الصور أخرجها المصور وعرضها للشمس حتي جفت، ثم قصها مقاس 4 ×6، وقد ظلت الصور الشمسية سائدة حتي نافستها صورة الفوتوماتون وهي صور تطبع فورية .

خصصت الدولة في حينا أرض النمس ( خلف مستشفى القوات الجوية حاليًا) وأغلقت الدولة الشارع من الجهتين بعدة أعمدة خراسانية طول العمود متر لمنع دخول السيارات، كما كانت ارض علي خليل ( خلف مديرية التعليم حاليًا) ايضًا تستغل ملعب للمرة الشراب،وكان يقام دوري بين الأحياء تظهر نتائج المباريات بالجرائد ، وكنا نرى كشافين المواهب الفرصة بالملاعب وأذكر منهم عبده البقال كشاف النادي الأهلي.

بائع الفول والبليلة على عربة يد، ينادي ويقول : اذكر الله .. يا لوز يا مدمس، وكانت البليلة سرعان ما تنفذ فينادي : معايا فول وبليلة لأ، كان بقرش صاغ فول ( الجنيه مائة قرش ) يملأ طبقًا كبيرًا ونطلب منه أن يزود ماء فول على الطبق فيزود ثم نطلب وضع بعض البليلة على الفول فيضع وحسب الطلب يضيف الزيت حلوًا أو حارًا والطحينة ويضع الملح والشطة والدقة وكله بقرش صاغ واحد.
كان العيش ( الخبز) يباع عند البقال وإذا اردناه ساخن نشتريه من الفرن، رغيف الخبز بتعريفة ( خمسة مليمات ) وللرغيف مواصفات إما مفقع قابب أو طري أو محمص كامل الاستدارة لا يلتصق قلبه بوجهه وإذا كان الرغيف مخالف يباع تحت اسم رغيف سحلة ( الرغيف السحلة لا يختلف عن الرغيف الذي يباع حاليًا بجنيه) وكان كل أربعة أرغفة سحلة بقرش صاغ.
كان بالشارع مطعم عم حسن طعمية يبيع لنا شقة الفول أو الطعمية ( الشقة نصف رغيف) بها فول أو طعمية مع سلطة خضراء أو سلطة لبن أو سلطة طحينة بتعريفة وحتي الآن أذكر طعم طعمية عم حسن فقد كانت مميزة جدًا.
كان مصروفي وأنا صغير تعريفة كنت أشتري بمليم ترمس وبنكله ( مليمان) غزل البنات أو نبوت الغفير، وأوفر نكله للعصر أشتري بها قرطاس لب علي حمص على سوداني ، وكان الملبس يباع العشر ملبسات بقرش صاغ ثم تطور المصروف في المرحلة الابتدائية لقرش صاغ كامل (عشرة مليمات) وفي المرحة الإعدادية كانت الدنيا في غلو فارتفع المصروف لستة قروش كنت أفطر منهم وأصرف وأوفر لدخول السينما آخر الأسبوع .
عم محمد بائع الترمس رجلًا ضخم الجثة، بتعريفة ترمس قرطاس كبير يحتوي علي ترمس وفوقه حمص مملح وفول مملح ويعلوه كمية من الحلبة المزروعة ويضيف فوقه دقة (خل بالشطة والكمون)، ويبيع أيضًا الباذنجان المخلل .
بائع نبوت الغفير ( حلوي علي هيئة عود مفرغ بطول خمسة عشر سم ومكسية بالسمسم)، يمر عصرًا ويصنع على العربة غزل البنات بماكينة يدوية، ننتظره ونساعده في زق العربة، و بائع النداغة ( حلوي تصنع من العسل وأحيانًا تسمي عسلية) فقد كانت تصنع أمامنا ويعمل منها نداغة طرية سادة أو محشية سوداني أو أصابع عسلية مكسوة بالسمسم أو نداغة شعر وكان قرش صاغ يكفي لشراء كمية محترمة.ٍ
عشرون كحكة بقرش أبيض ، أحوش مصروفي ليوم حضور بائع الكحك أو أشترك مع أخوتي لشراء الكحك ، كل عشرين كحكة صغيرة مشبوكين في بعضهم علي هيئة مربع.
عم لبيب بائع الثلج وعصير القصب مشهورًا بوضع النشوق في أنفه ثم العطس، كنت أشتري منه ربع لوح الثلج بقرشين وكوب العصير الكبير بتعريفة ، بائع البيض كان يضع لمبة في صندوق صغير مغلق وبه فتحة يخرج منها الضوء يعرض البيضة قبل بيعها للنور الصادر من الصندوق فيعرف البيضة التالفة أو التي بها كتكوت فيستبعدها.
بالشارع بائع للبن والزبادي وكان يمر على المنازل وكان كيلو اللبن بقرشين صاغ ( سعره حاليًا بـ ١٥ جنيه ) وسلطانية الزبادي الكبيرة بقرشين والصغيرة بقرش و يبيع أرز باللبن وكنافة وبسبوسة ، وفي الشتاء يبيع بليلة ساخنة باللبن والسكر ، وكم كنت أسعد بشرب حمص الشام من على العربة بشفاطات من الزجاج و يضيف الشطة والليمون للحمص .
بالشارع عطار يبيع أعشاب طبية ووصفات للشفاء بجانب العطارة، وعلاف وسمكري بواجير جاز يمتلك عدد كبير من الكلوبات لإنارة الأفراح والمأتم، وسباك صحي، وخياطة للسيدات تعمل على ماكينة خياطة يدوية نساعدها في إدارة طارة الماكينة فلم تكن تمتلك موتورًا كهربائيًا، وفي العيد يؤجر العربجية ( سائقي العربات الكارو التي يجرها حصان)، الأحصنة للأولاد أو نركب لفه على العربة الكارو والبنات يغنون ومن أغانيهم : ( السني البني هايكلني ، شوفي ياختي الراجل ها يكلني).
سعدية الدلالة تمر علي البيوت تبيع أقمشة و جلابيب وطرح كاش أو بالقسط، ولا مانع من توفيقها رأسين في الحلال وفك عقدة العانس( خاطبة). و الحاجة ام جابر مالكة المنزل تقرأ الفنجان و فنجانها لا يكذب ( حسب معتقد السيدات )، ولا أنسي بائع السمك يحمل السمك الطازج والكابوريا والجمبري في مشنة فوق رأسه، و عم إبراهيم بائع الخضار يصيح فجل وجرجير وكرات ثم يعقبه بندا فجل الجزاير يا فجل .
سطح بيتنا كبير وكان به حجرات خشبية يسمونها حجرات الغسيل يعني الست تغسل وتنشر فورًا على أحبال منصوبة بالسطح، و في الصيف بعد العصر يصعد السكان للسطح ليتسامروا ويلعبون السيجة والضمنة، ونحن الصغار نلهو حولهم ونستمع لحكاياتهم .
السيدات بصفة عامة كن بدينات وكان هذا من مواصفات الجمال، وكانوا يرتدين عند الخروج الملابس السوداء عباية وعلى الوجه بيشة من القماش الأبيض الشفاف، أو الملاية اللف والبرقع أو البيشة على الوجه وعلى الرأس منديل بؤيه( قوية) والقوية عبارة عن مجموعة من الخيوط على شكل كرة أطرافها غير متصلة ويثبت بها بعض الترتر والخرز الملون بألوان زاهية، وتحرص السيدات على أن تكون ملابس البيت فاقعة اللون، وقمصان النوم من قماش الستان، ورغم الضغوط الاقتصادية كان الجميع راضين بالمقدر والمقسوم .
أما الرجال فلباسهم الجلابية المصرية وعليها بالطو في الشتاء، و الأفندية كانوا يرتدون القميص والبنطلون، وجلباب البيت الرجالي واسع مريح ويصنع من قماشه الكستور المخطط وطاقية من نفس القماش.
آخر الليل كان بائع الجاز وأتذكر أن اسمه أبو صبيرة يحمل جركن صغير و سلم علي كتفه وبتكليف من الحكومة كان يقوم بتعمير لمبة الجاز الموضوعة داخل صندوق زجاجي على عمود مثبت بالجدار بالجاز وإشعالها وكان بالشارع عمودان للإنارة واحد في أوله والآخر في آخره، تكليف أحدنا بالنزول للشارع ليلًا لشراء شيء مغامرة مرعبة فالشارع مظلم إلا من بصيص بسيط من الضوء، ومع حكايات أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة والراجل برجل حمار ، فالعفاريت خلف كل باب.
بقلم:سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية

التعليقات مغلقة.