موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الحلقة الدائرية بين قوة الأمة و اللغة …أستاذة جيهان الريدي

222

الحلقة الدائرية بين قوة الأمة و اللغة … أستاذة جيهان الريدي

أثرت في منشور سابق قضية قوة اللغة وتأثرها وتأثيرها في قوة الأمم وهذا رأيي
أرى أنها حلقة دائرية تسلم نهايتها لمبتداها، وتكون بدايتها من حيث انتهت .فالمشهد الخاص باللغة يعكس المشهد الثقافي ككل
فالأمة القوية تفرض علومها وآدابها ولغاتها ؛فتنتشر اللغة ويسعى الكثيرون لتعلمها ،ويزيد عدد المتعاملين بها ،وتنتشر الثقافة التي تعبر عنها هذه اللغة ؛فتكون سبباً إضافياً في تدعيم قوة الأمة صاحبة اللغة ، وأوضح مثال لذلك أن اعتراف الأمم المتحدة باللغة العربية كلغة رسمية جاء بعد انتصار اكتوبر عام 1973.
وأنا لست ممن يؤمنون بفكرة أن اللغة تهوي بنفسها ،أو أن أهميتها تتضاءل من تلقاء نفسها ،لكن الفكرة في قوة أصحاب هذه اللغة ،ومن ينتمون لهذه اللغة ومن يمثلون هذه اللغة في هذا العالم.
ولست ممن يؤمنون بفكرة المؤامرة بشكل كبير،لكنني أؤمن بأن الأقوى دائما يضع شروطه ،فقد بدأت أزمات اللغة العربية مع وجود الاستعمار،حيث أثر هذا الاستعمار في مصر وفي كل الدول العربية على قوتنا ، وبعد أن كنا نحن من يصدر العلم لهذه الدول ،وبعد أن كنا نحن القدوة والمثال الذي يحتذى في نظامنا وفيما نقدمه من نماذج فكرية وعلمية ، جاء الاستعمار فأراد أن يقمع هذه القوة ، وأن يحيلها ضعفاً ووهناً بشتى السبل والوسائل ، وكانت الضربة الأساسية الكبرى لقمع هذه القوة ،هي ضرب اللغة ؛ لأن اللغة تمثل عنصر انتماء كبير، ليس فقط للعروبة لكن أيضا للإسلام،لأنها الرابط بين أصحابها وبين دينهم الحنيف ،وبينهم وبين قرآنهم الكريم الذي نزل بهذه اللغة وشرفت هي بالانتماء له ، وعندما أراد الاستعمار أن يفرض قوته ، سلل إلى الشعوب العربية إحساس قوة اللغة الأجنبية ،بقوة أصحابها المستعمِرين المسيطرين،وضعف اللغة العربية بضعف أصحابها المستعمَرين المقهورين ، ودخلوا لذلك من أبواب متعددة ( باب الوصول لمناصب الحكم ،باب التواصل مع العالم الخارجي ، باب العلم والتكنولوجيا ،باب الارتقاء في المستوى الاجتماعي، وغيرها من المداخل الكاذبة)
وشيئاً فشيئاً رويداً رويداً يدخل التضاؤل إلى لغتنا من باب عدم إدراكنا لقيمة لغتنا ، وعدم تمسكنا نحن بلغتنا العربية ، وفي كل عصر تتراكم المشكلات أكثر وأكثر لتلقي بظلالها الكئيبة على حياتنا وعلى لغتنا ،فنحن لا نقوم من مشكلة إلا ونجد مشكلة عصرية أكثر تعقيداً ،فمن مشكلات تعريب العلوم والترجمة سابقاً،إلى أن يأتي العصر الحديث بمشاكله الحديثة ولنقف أمام مشكلة كبيرة عويصة هي مشكلة التخلي حتى عن الحروف العربية لتتفشى ظاهرة الكتابة باللغة الأجنبية ، لتتجه الجهود لمحاولة درء خطر هذه المشكلة الحديثة ولتتوارى وتنصرف الجهود التي تبذل لحل المشكلات الأخرى الأقدم.
لكن على أي حال يبقى إيماننا بأن لغتنا العربية دائما وأبدا بإذن الله ستظل في مكانة رفيعة ، وستظل مرتبطة بالعرب وبكينونتهم ووجودهم؛لأنها ستظل محفوظة بحفظ الله لكتابه الكريم وللغته البيانية الرائعة ، وبها سنظل نشعر بالمكانة الراقية والقيمة الشخصية لمن يتشح باللغة العربية ومن يتحدث بها ؛ لأنها تلقي عليه هيبة ووقاراً ،وتضيف إلى لسانه جمالاً ورقة وعذوبة

التعليقات مغلقة.