الحمد لله … قصة قصيرة بقلم/ سلمى الأسعد
كنت في المدرسة يومها، بعد الظهر. وكانت الأجواء في البلاد متوترة كما هي غالباً.فالحروب الأهلية لا تزال مستعرة بعد منتصف القرن الماضي بمسميات مختلفة وأشكال متعددة.
وفجأةً، سُمعَ دويُّ انفجار كبير. دبّت الفوضى في المدرسة، وعلا صراخ وبكاء الطالبات، وانتشر الذعر في صفوف المعلمات. ولم تكن أحوالهن بأفضل من الطالبات.
و مازاد الطين بلة، أن معلمة أتت لاهثةً وهي تعلن أن انفجاراً ضخماً وقع في مدرسة معينة، نتيجة سقوط قذيفة مدفعية عليها والمصدر مجهول.
وارتعدت مني الفرائص، واشتد وجيب القلب، ولم تكن هذه المدرسة إلا التي يتلقى إبني التعليم فيها.
وكان بي عقلٌ وطار. وكان عندي بقيةٌ من أعصاب وذابت.
ولم أجد نفسي إلا وأنا أعدو لاهثةً متجهةً صوب المدرسة المذكورة.
والمسافة التي تحتاج لربع ساعة قطعتها بعدة دقائق.
وصلت فوجدت المدرسة قد أغلقت أبوابها بعدما أصابها بعض الدمار والطلاب تفرقوا في كل الجهات.
اين أنت ياحبيبي؟وصرت أسال بعض من وُجد هناك:هل أصيب
أحد من الطلاب؟ فجاء الأمر نفياً.
وعندها اطمأن قلبي،ولم أجد نفسي إلا وأنا في بيت أهلي، وحبيبي يأكل صحناً من حلوى، قدمته له جدتهُ الطيبة الحنون.
فأخذتهُ وضممتهُ وشَممتهُ وتنشقتُ عبيره، وبكيت فرحاً وسجدت شكراً لله.
والحمدُ للهِ كان يعزفها قلبي لحن امتنان وشكر للعليّ القدير.
التعليقات مغلقة.