الحياد والموضوعية
بقلم عبدالله عبد الإله باسلامه
لعل أول درس يتعلمه طالب كلية الطب حيال رؤية الدم، والكسور ،والعمليات الجراحية …هو التعامل معها(بواقعية، وحياد، وموضوعية) .
وينجح الطالب بالفعل في ترويض مشاعره، لكن …
مع مرور الوقت تتبلد مشاعره، وتتصلب عواطفه، وتتكلس إنسانيته….فيتحول الطبيب إلى كتلة من البرود واللامبالاة، وكلما ازداد شهرة أزداد قسوة، وغرور وتكبر، ومهما بلغت مآسي المرضى أمامه، وآلآمهم ، وعذابهم، وفقرهم ،وعجزهم، وحتى موتهم بين يديه، أو على يديه فلا يهتز له جفن !!.
وغير بعيد منه ذلك السياسي الذي يشاهد بلاده تحترق أمامه، وعدوه يتربص به أو قد يستبيح أرضه ويدنس شرفه…لكنه يأخذ كل ذلك (بحياد وموضوعية)وفق رؤية جماعته، أوحزبه، أو أجندته، أو مذهبه وطائفته .
وينطبق الأمر على التاجر الذي يحسب حساب الربح والخسارة ، ووزن الذهب وسعر الدولار -بحياد وموضوعية- بعيدا عن حاجة الناس، أو فقرهم، أو حتى موتهم جوعا !
الأمثلة كثيرة والأدوار متبادلة ومتداولة في مفاصل الأنظمة، والمجتمعات العربية…وحدها مؤسسات الأمن والقضاء من شذت عن قاعدة (الحياد والموضوعية) إضافة إلى كثير من الجهات والمؤسسات الدينية!!
وتحول الأمر إلى ظاهرة خطرة ، و سمة سيئة من سمات عالمنا العربي المعاصر .
عبدالله عبدالإله باسلامه
اليمن / ذمار
التعليقات مغلقة.