” الخبير ” محمود حمدون
” الخبير ” محمود حمدون
على أن ” أبو العز ” كان يبذل جهدًا خارقاً في تلميع ” حذائي ” حتى أن العرق كان يغمره من أعلاه لأسفله ,
قضي دهر ًا في عمله بينما ” الحذاء ” كما هو تعلوه الأتربة , تتراكم عليه ” الأوساخ ” حتى لم أعد أدري ما لون جلده الأصلي .!
لفتّ نظره بأدب وقلت : أراك تستهلك عمرك في ترهات لا طائل من وراءها , فالحذاء متسخ , أعي أنك لا تبغي إلاّ بريقًا تسعى وراءه , هو حلم يقظة. فهل اكتفيت , استرحت أنت من عناءك وأرحتني ؟!
أشار ” أبو العز ” بيده بما معناه أن : اصمت , عصر بقبضة يساره الهواء بين أصابعه ثم ضرب بفرشة التلميع صندوقه الخشبي بقوة ,قائلاً: أنا الخبير , مثلي لا مقام له بينكم .
التعليقات مغلقة.