موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“الخمسون “قصة قصيرة بقلم/د.محمد محي الدين أبو بيه

98

في صغري لم أكن أحفل بقصص الرومانسية ولا الأغاني التي تصدح بالهيام والشوق واللوعة تجاه الحبيب وكنت أعتبره ضرباً من التفاهة وانعدام الشخصية فكيف أستمع إلى رجل يحكي عن مشاعره هو أو أحاسيس كاتب الأغنية وأُساق وراءهما كما يُساق القطيع…أوكيف أتأثر بقصة ليس لي شأنٌ بها من قريب أو بعيد
كنت أستهزئ بأصدقائي الذين ينصتون لتلك الأغاني وهم يسبحون معها في عالم آخر …وأندهش جداً ممن يذرف الدمع لمشهدٍ تمثيلي في التلفاز به أحداث حزينة أو مواقف صادمة…
هل كان لبلادةٍ مني أم جمود مشاعر…لم أفكر بالأمر وقتها واعتبرته من سماتي الشخصية الرصينة كما كنت أعتقد
حتى أيام الجامعة مرت دونما أي شرارة أو حتى لفحة من لفحات الحب الخافت …لعل ذلك يرجع لنشأتي الصارمة فأبي كان شديداً في تربيته لنا ولا تفوته فائتة من تصرفاتنا فكل شئ بحساب الدخول والخروج …حتى الأصدقاء كان يشاركنا في اختيارهم ( لاتصاحب هذا فعائلته ليست على مايرام..ورافق ذاك لأن عائلته ذات شأن)
وكذلك لا تدليل ولكن معاملة بالرفق فقط…
فمشيت على الخط الذي رسمه لي
كما أن دراستي بكليتي العملية كانت تأخذ كل همي وجُل تفكيري…
فذهبَت أيام الجامعة ثم تزوجت من فتاة لا تختلف كثيراً في ترببتها عني فتوافقنا منذ البداية وسارت الحياة على النهج العادي كما تسير بنا الدنيا من أفراح إلى أحزان ومن ضيقة إلى انفراجة وهكذا مر العمر وقد وجدت نفسي بلغت الخمسين..
أشياء جديدة بدأت تداعب نفسي كلما رأيت فتاة أوسيدة متأنقة أقارن بينها وبين زوجتي.. ورقت مشاعري قليلا عما كنت سابقا فأحيانا أتذوق كلمات أغنية أو يأخذني مشهد رومانسي بأحد الأفلام وأتوه قليلاً معه
وبدأ الانسجام بيني وبين أغنيات ( أم كلثوم) وخاصة القصائد الفصحى…وزاد ارتباطي بمعانيها وفعلت ما كنت أستهزئ به مع أصدقائي ، فسرحت ليالٍ وليالٍ مع جوٍ من العواطف المنفردة دون أي حبيب حتى زوجتي لم أكن أتخيلها أو أضعها بموضع معي في نشوتي..
لاحظ زميلي بالعمل ( مراد) التغيير الحادث بشخصيتي وهو له باع في الشئون الغرامية فابتدرني بسؤال
(…إنت داخل في قصة حب والّا إيه؟)
أجبته باقتضاب مصطنع..( لا.. ولكن لابد من الترويح عن النفس بعض الشئ…وأنا مكتفٍ بأم الأولاد…)
فضحك ضحكة خبيثة قائلاً.. (سوف نرى.. )
مرت أيام وإذا بمراد يقول لي: (إيه رأيك طالما أنت حابب تروح عن نفسك تيجي معايا رحلة لتايلاند ويا عمي أنا عزمك على حسابي.. الرحلة دي منظمها واحد حبيبنا ليه مصالح معانا ومش هايدفعنا حاجة…)
انجذبت لدعوته وسال لعابي فلأول مرة سأركب طائرة وأفعل ما يحلو لي.. أعوض به أيام شبابي التي ذهبت هباءا في كبتٍ وحرمان…
طفقتُ أحلُم بهذه الرحلة التي قَرُبَ موعدها وأصبح بعد يومين..وكنت قد أخبرتهم بالمنزل أني ذاهب في مهمة عمل كما نصحني مراد..
ونحن نجهز حقيبة السفر مالت عليّ زوجتي وقالت
ياريت متأخرش في السفرية دي.. )
:(ليه…خير؟ )
:(فيه عريس جايّ يخطب بنتك …معيد عندها في الكلية…وراجل محترم وابن ناس كان جاي بكرة بس موضوع السفرية خلا بنتك تأجل ميعاد مجيئه)
…تركت الحقيبة ..ونظرت إلى زوجتي كأني صُعقت أو تلقيت ضربةً على أُم رأسي
ووجدتني قد تلبستني شخصية أبي وانسلت مني الروح الجديدة
وكست وجهي الجدية
(لن نغير الموعد …
…أنا سأبقى ولن أذهب للمهمة)
…وهاتفت مراد وأنا أقول له:
لن أذهب إلى تايلاند ولكنني سأذهب إلى ( مكة)

التعليقات مغلقة.