الخمسينات و تصاعد الحلمين المصري و العربي
“الخمسینات وتصاعد الحلمین المصرى والعربى”
محمود حمدون
كانت فترة الخمسینات من القرن العشرین تمثل مرحلة الحلم، قرأت عنها كثیرا وسمعت لكثیر ممن عاشوا تلك الفترة من الأھل والمحیطین، شاھدت ورأیت آثارھا فى الأدب والفن بكل مجالاته وجمیعه موثّق صوتًا وصورة أو مطبوعًا، تخیلت كثیرا أننى أحیا تلك الفترة. حیث الزھو والخیلاء والرومانسیة وكل ما ھو جمیل.
وكأن الزمن توقف بمصر وأھلها سنوات عشر كى ینعم على أھلها ببعض مما تیسر من العطایا والمنح،وكان السؤال یراودنى لماذا الخمسینات بالتحدید؟
توصلت لاعتقاد یقینى أن خمسینات القرن العشرین بمصر شهدت تصاعد الحلمین المصرى والعربى وتزامنت مع نمو الأمل فى النفوس فى الخلاص من وضع بائس ُفرض فرضًا على الشعوب وقتها، فكانت فكرة الحلم ببساطة أنه: إذا اجتمع الشعب على فكرة وحلموا بها وساروا على دربها، توحدوا فیما بینهم وتناسوا خلافاتهم ثم أبدعوا فى كل المجالات.. تجسّد الحلم واقعًا معاشا.
حلم الخمسینات كان واقعًا یناقض ما قیل عن تلك المرحلة فیما بعد لدرجة أن التناقض كان واضحا بین حكایات وكتابات من عاش الفترة بكاملها ومن رأى ولمس آثارها وبین من أدان النظام السیاسى بعد ذلك، ونقد فترة حكمه كلها.
أیقنت أن لكل عصر معطیاته ومتغیراته التى عاشها أھله وقادته وفرضت علیهم سیاق سیاسى وقرارات مصیریة، لم یكن یملكون منها فرارًا آنذاك. وأنه لا یحق لأحد الآن أن یتكئ على مقعده الوثیر فى مكتبه أو بیته ثم یحلل وینقد وینتقد ما حدث ثم یكیل الاتهامات لتلك الفترة ولمن تبوأ الصدارة بها وفى النهاية ینفث دخان سیجاره فى وجوهنا.
المؤكد أننا قوم نُدمن النظر للنهايات ولا نحترم البدایات أبدا ولا نرى لها أھمیة .
التعليقات مغلقة.