موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الخَلْقُ والخُلق بقلم عبد الرحمن الحبوني

121

الخَلْقُ والخُلق بقلم عبد الرحمن الحبوني


جاء الإنسان علي أمرين اثنين لا ثالث لهما .
أما الأمر الأول : أمر مادي يتمثل في الطول والعرض واللون والشعر ….والخ . ويسمى الخلق بفتح الخاء وهو لا يتدخل فيه .
وأما الأمر الثاني : أمر معنوي يتمثل في النفس وصفاتها فنحن نقول مثلا هذا كريم وهذا بخيل هذا حليم وهذا غضوب ……هذه الأشياء تسمى خُلقْ بضم الخاء .

والخلق نوعان أما الأول غريزي راسخا في النفس اي ما جاء علي الفطرة الإنسانية مثل الخوف فهو صفة نفسية لا يستطيع الإنسان أن يمحوها كذلك الغضب والجوع والعطش فلا أحد يستطع أن يمحو هذه الصفات الراسخة في النفس ، ولكن بإمكان الإنسان أن يهذب هذه الصفات ….بأن يقلل الخوف مثلا أو يصبر عند الجوع والعطش أو لا يغضب إلا على الحق….الخ.
أما النوع الثاني : هي صفة مكتسبة قوامها البيئة و الاعتقاد مثل الكرم فهو صفة نفسية مكتسبة والبخل والشجاعة كل هذه صفات مكتسبة .
والعلاقة بين الأمرين هي علاقة آلية تنشأ بالممارسة إلى أن تصير ملكة في نفس سلوك الإنسان ….علي سبيل المثال هب أنك تتعلم كيفية قيادة الدراجة في بادئ الأمر تواجه صعوبة في القيادة وتنظر إلى قدميك ولا تتبع الطريق ….والخ…….ثم بعد ذلك تذهب هذه الصعوبة وتصبح سهلةً عليك قيادتها .

كذلك الأمر بين النفس والماده …إذا أردت ان تعلم بنيك الشجاعة …فتقول له : يا بني العمر واحد والرب واحد ومثل هذه الكلمات ثم تأمره ألا يخاف من شي هو اعتاده …هل سيستجيب لكلماتك التحفيزية من اول مرةٍ …بالطبع لا بل سيحتاج إلى عدة مراتٍ حتي يتعودَ على ألا يخاف من هذا الشئ .
وهنا الخُلق لا يصدر عن الأفعال ، وانما يصدر عن تعود اصبح راسخا في النفس يفعله دون حسبان …كذلك الأمر في قيادة الدراجة بعد مران مستمر تستطيع أن تقودها دون أن تحسب إليها أو تتعثر قدميك أو لا تتبع الطريق بل أصبحت لا تحسب لكل هذه الصعوباتِ .
وهنا يحضرني قول عمر بن الخطاب : من ادعى بما ليس فيه وهو يعلمه شانه الله .
فقد نجد الكريم …يكرم للمباهاةِ والشجاع يجازف رغبة في البطولةِ ليقال عنه كذا وكذا .
اذن الخُلق هو صفة نفسية راسخة في النفس لا تصدر عن أفعالاٍ وإنما الأفعال تصدر عنها
لذلك يقول صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات ، وانما لكل امرئ ما نوى .

التعليقات مغلقة.