الدب وسياستة مع الذئب … شعر عــبدالناصر عــليوي العبيدي
دُبٌّ رَمـتهُ غــرائـبُ الأقـــدارِ
لــيــحوزَ كــرمًا مُــفعَمًا بــثمارِ
–
فــيهِ الــعناقيدُ الــشهيَّةُ والــجَنى
مــا قــد يُــثيرُ غريزةَ الــمَكّارِ
–
قــد حــرَّكتْ ذِئــبًا هزيلًا جائعًا
عــانى من الويلاتِ بعدَ حصارِ
–
بــدأَ الــتَّحرُّكَ كــي ينالَ مُرادَهُ
ويــصيبَ قسمًا من خراجِ الدارِ
–
ولــديهِ ألــفُ وســيلةٍ وطــريقةٍ
يــبتزُّ خوفَ الأحــمقِ الــمِهْذارِ
–
وكــلاهُــمــا يــتــقرَّبانِ تَــزلُّــفًا
يــتــبادلانِ رســائــلَ الأخــبــارِ
–
والــدبُّ مــسرورٌ لــيوهِمَ رَبْعَهُ
فــيُــصَفِّقوا لــلــفارسِ الــمغوارِ
–
بَــسَــمَاتُهُ يــخــفي بــها خــيباتِهِ
مُــتــظاهرًا بــالــعزِّ والإكــبــارِ
–
وهــناكَ فــوقَ التلِّ يجلِسُ ثعلبٌ
ويــراقــبُ الأحــداثَ بــالمنظارِ
–
فــيخاطبُ الــدبَّ البسيطَ محذِّرًا
كــي لا يــكونَ ضــحيةً لــلجارِ
–
يــادبُّ دَعْــكَ مــن السياسةِ إنَّها
حِــكرٌ عــلى الــنُّجباءِ والشُّطَّارِ
–
يــادبُّ دعــكَ مــن الذئابِ فإنَّهم
رَهْــطٌ مــن الأَنجاسِ والأشرارِ
–
إنَّ الذئابَ وإنْ ظننتَ وضوحَهمْ
بــحرٌ عــميقٌ غامضُ الأسرارِ
–
فــيهِ مــن الحيتانِ كلُّ مضرَّسٍ
تــرويضُهُ صَــعْبٌ على البحَّارِ
–
لا يــقهرُ الــحيتانَ غيرُ مُجرَّبٍ
قـــد قــلَّــعَ الأنــيابَ بــالأسفارِ
–
مازالَ يُصغي للشيوخِ ونُصحِهمْ
ويــخافُ مَــكْرَ الــساكنِ الغدَّارِ
–
وتــظنُّ نَفسَكَ قد غدُوتَ مُحنَّكًا
جَــلَدًا عــلى الأهوالِ والأخطارِ
–
نــمْ عِــندَ أُمِّكَ يا غلامُ فلمْ تزلْ
طــيرًا صــغيرًا أصــفرَ المنقارِ
–
بَشَرٌ على ظهرِ السفينةِ قد غدتْ
أرواحُــهــمْ مــرهــونةً بــقــرارِ
–
يــخشَونَ نــزوةَ ســادرٍ متهوِّرٍ
تُــلْقِي بِــهمْ كــنُشَارَةٍ فــي النارِ
–
هُــمْ ســادةٌ رُغْــمَ الــلئامِ أعــزةٌ
مــا هُــمْ مــن الأنــعامِ والأبقارِ
التعليقات مغلقة.