الدمية قصة قصيرة تأليف محمد كسبه
كعادتها مريم الصغيرة تغلق باب الحجرة عليها و تجمع كل اللعب الموجودة في الشقة ، تغني لهم و تعلمهم الحروف الأبجدية و اساسيات الحساب ، توجه لهم العديد من الأسئلة ؛ثم تجيب هي و تكافيء الدمية التي سألتها و تحضنها و تصفق لها ، أما الدمية التي لا تجيب علي الأسئلة أو لا تحفظ الدروس ، كانت مريم تعاقبها بالضرب بالعصا الصغيرة التي في يدها .
الأب و الأم خارج الحجرة فرحين جدا بابنتهم مريم لأنها متميزة و متفوقة عن زملائها في الحضانة و تأتي لهم بالهدايا ، الجوائز و شهادات التقدير ، و مما زاد إعجابهم هو تمثيلها دور المعلمة بإتقان لكن تلاميذها كانوا كل اللعب و الدمي في المنزل .
ذات يوم أمام محل الألعاب و قفت مريم أمام الفاترينة ، أعجبتها دمية الباندا و قالت لوالدها
- بابا اللعبة دي جميلة أوي ممكن تشتريهالي ، أنا بحبها اوي ، أنا هسميها جيسيكا .
- حبيبتي مريم بلاش اللعبة دي ، دي شكلها مش حلو حتي لونها إسود ، و عينيها بتبرق ، و بعدين دي غالية أوي يا مريم دي ب 250جنية ، لأ انا مش هشتريها .
- بابا لأ لأ أنا بحبها لازم تشتري لي جيسيكا حبيبتي ، أنا هخليها شاطرة و جميلة يا بابا هاتها ، دي لازم تكتب الواجب النهارده يا بابا .
- خلاص خلاص يا مريم حاضر هشتريها و امري لله ،
- الله إنت جميل اوي يا بابا .
في البيت مريم تغلق حجرتها و تلعب مع الدمي كالمعتاد و قبل أن تنام تضع الدمية جيسيكا بجانب الدمي الأخري علي السرير و تطفيء والدتها الأضواء .
بعد ساعة تصرخ مريم و تبكي بشدة ، الأب يفتح الباب بصعوبة و الأم تحضن مريم . - مالك يا مريم إيه إللي حصل يا حبيبتي
- أنا مش مريم أنا جيسيكا
- لأ إنتي مريم ، إيه إللي عملتيه في اللعب يا مريم
- أنا جيسيكا أنا كسرت كل اللعب اللي في البيت و انتو كمان لازم تموتموا زيهم .
مريم تمسك برقبة و الدتها و تحاول أن تخنقها ، الأم تصرخ ، الأب يحاول أن يفلت يدها ، تنظر مريم للدمية جيسيكا و تقول لها أقتليه ، لازم يموت .
الدمية تتحرك من مكانها و تمسك برقبة الأب و تخنقه بشده الأب يصرخ و الأم تصرخ ، مريم و جيسيكا يضحكان و يغنيان الموت قادم للجميع ، الموت قادم للجميع ، هنا الرعب و الليل الفظيع .
جيسيكا تضغط بقوة علي عنق الأب الذي كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ، لكن ينجح بأعجوبة في الخروج من الغرفة و يزحف علي الأرض إلي المطبخ .
الأم تصرخ و تتنفس ببطيء و لا تعرف ما سر كل تلك القوة التي حلت علي ابنتها و تخشي أن تضربها .
الأب يدخل المطبخ زاحفا علي الأرض و يضرب الدمية بكل قوة لكنه لم ينجح في الإفلات منها .
يمد يده و يفتح درج المطبخ و يأخذ سكينة يضرب الدمية بها عدة طعنات و ما زالت الدمية تقاوم و تتوعده بالموت و تغني و مريم تغني ، الموت قادم للجميع ، الموت قادم للجميع .
الأب يفلت نفسه بصعوبة من جيسيكا و يمزق الدمية ، فيجد فيها ورقة عليها طلاسم و رسوم غير معروفة .
الأم تفلت نفسها و مريم تقع علي الأرض و تنام نوم عميق ، الأب يلقي كل الدمي من النافذة ، و يمسك بالهاتف و يبحث عن الدمية الباندا ؛ فيجد مقطع فيديو علي اليوتيوب يحذر الجميع بعدم شراء أي دمية علي شكل باندا سوداء لأن إحدي المنظمات الماسونية وضعت أعمال و سحر أسود في دمية الباندا مقابل مبلغ من المال مع الشركة المنتجة .
الأب يحمد الله و يوقظ ابنته مريم التي لم تعي شيئا مما حدث .
التعليقات مغلقة.