(( الدين الثورة والثورة المضادة )) … د.أحمد دبيان
(( الدين الثورة والثورة المضادة ))
د.أحمد دبيان
الدين هو نظام اجتماعي-ثقافي من السلوكيات والممارسات المعينة، والأخلاق، والنظرات العالمية، والنصوص، والأماكن المقدسة، أو النبوات، أو المنظمات، التي تربط الإنسانية بالعناصر الخارقة للطبيعة، أو المتعالية، أو الروحانية. ومع ذلك، لا يوجد إجماع علمي حول التعريف الدقيق للدين.
لن نتحدث هنا عن الدين بقوته الإلهية الدافعة والتى اتت كجراحة الهية فى مراحل الطفولة البشرية.
ولكن تحليلنا يتعاطى الدين كتغيير اجتماعى ، وكثورة .
ولأن الدين هو تغيير سياسى اجتماعى اقتصادى ايضاً وهذا هو ابسط تعريف للثورة ، ونجاحها يؤسس ويؤطر لعلاقات حاكمة جديدة تروق للغالب من الاتباع المهمشين قبلاً وتثير حنق من ضاعت امتيازاتهم .
ومن هذا المنطلق نجحت الثورة المحمدية نجاحاً خالف منطق حركة الزمان والمكان والتاريخ وقتها ، بطن بنى هاشم والذى كان له شرف المحتد يدعو للمساواة والاخوة والعدل ونبذ العصبية والتمايز …..وان يكون الناس سواسية فى الحقوق وفى المكانة وفى الثروة ……
بطن بنى هاشم يتخلى عن امتيازاته الاقطاعية ويرفض اى مطامع دنيوية يتم اغراءه بها ..،،
وحين يتم تجنيد احد ابرز عناصره والذى استمالته الثورة المضادة لرفضه وكبره؛ يلفظه كل بنو عبدالمطلب ….
وتتنزل سورة فى القرآن تندد به وبثروته …..
هذا النجاح الاستثنائى لهذه الثورة اطلق كوامن الثورة المضادة والتى اضيرت وبشده مصالحها الاقتصادية ومكانتها الاجتماعية
بنو عبد شمس كانوا ابرز عناصر هذه الثورة المضادة وظلوا يحاربون الدعوة الثورة حتى فت فى عضدهم وكان الزلزال المدمر يوم الفتح فرضخوا وكانوا رغم اى دعاية تاريخية من الطلقاء ومن المؤلفة قلوبهم …..
التحفت عناصر الثورة المضادة برداء الدعوة وكمنت كالفيروس الذى انهكته جيوش مناعة حاصرته وتعاورته؛ فغير ردائه وكمن ثم بدأ يتحسس خطاه نحو خلايا الجسد ليتسلل اليها ويغير شفراتها الجينية ليصبغها بصبغته ويقتات منها وعليها …..
وبهدوء العطن حين يسرى فى الاطراف ليصيب القلب تسللوا لمراكز صنع القرار فاعادوا التمايز والعصبية والثروة وعطلوا مفردات العدل الاجتماعى وعوامل المساواة والافضلية بالعلم والتقوى دون اعتبار للاصل او المحتد…….
خرج ابن بنت رسول الله ليزيل السدة التاريخية التى اصطنعها اعداء الحياة
خرج ابن بنت رسول الله ليعيد ماء الدعوة صفوا بعد ان كدرته عوامل التمايز والعصبية والبغضاء والتشاحن
خرج ابن بنت رسول الله ليعيد الافضلية للانسان لا للثروة
خرج ابن بنت رسول الله ليزلزل صروح المنفعة والاقطاع الذى قوضه جده
وعاد لينشب اظافره فى جسد الأمه
خرج ابن بنت رسول الله ليعيد نقاء المجتمع الذى ابى من اضيروا بالمساواة الا ان يعيدوا امتيازات التمايز والخيلاء والبغضاء…..
واستشهد ابن بنت رسول الله فى سبيل ان يعيد السبيل لحفظ انسانية الانسان
التعليقات مغلقة.