الرأسمالية العمياء والتى تبصر د.أحمد دبيان
الرأسمالية العمياء والتى تبصر د.أحمد دبيان
بينما تتناقل وكالات الأنباء العالمية أخبار تبرع مليارديرات العالم لمنظومة الصحة دعماً لدولهم فنجد بيل جيتس وجورج أرمانى بل والمافيا الإيطالية يتبرعون للبلاد والعباد وعياً بأن هذا التبرع لمكافحة الوباء سيعجل فى النهاية بالخروج من النفق ما يعيد دورة الإقتصاد التى ستصب فى النهاية فى مصلحة الجميع .
سنجد ان الرأسماليات الطفيلية التى لا تحيا الا بالتطفل الاستنزافى لموارد المضيف ، والمضيف فى علم الأوبئة هو ذلك الجسد المستنزف الذى يمد الميكروب او الفيروس باحتياجاته للتكاثر دون ان يدفع هذا الكائن الطفيلى شيئاً فى دورة حياته الطفيلية العالة على المضيف .
وبينما نجد ان الرأسماليات الواعية تهتم بالحانب المجتمعى لدولها فى علاقات منفعة متبادلة تصب فى دائرة الرواج الذى ينتفع به الجميع ، سنجد ان
الرأسماليات الطفيلية لا تملك فى منظومتها الفكرية الا فقه الإحتكار والإستنزاف وتجميل مفاهيم الإقطاع المستنزف لجهد الطبقات الكادحة والأهم انها تصوغ القوانين عبر وكلائها فى المنظومة التشريعية لترسيخ منظومتها الإنتهابية بلا تنافس قد يصب يوماً ما فى صالح المستهلك .
مصر من الدول التى تتبنى مفاهيم الرأسمالية البدائية الطفيلية ، بلا أى ضوابط لمنع الإحتكار أو لحماية المستهلك ، ومفهوم التجارة فيها أو البيزنس هو مفهوم استنزافى لموارد الدولة مع تحميل المستهلك اى عبئ أو فوارق قد تتأتى فى حركة السوق العالمية.
وبينما تخضع السلع فى الدنيا كلها لقوانين العرض والطلب ، سنجد ان المنظومة الإحتكارية تحرص على تثبيت سعر البضائع فى مصر بل ومنحها خاصية الإرتفاع المطرد خلاف اى منظومة للسعر العالمى .
رجال الأعمال فى العالم وبعد الثورة الصناعية وثورات الربيع الأوروبى وسن منظومات قوانين ترسخ للعدل الإجتماعى والأجور ومنع الإحتكار والتى انتقلت بعدها الى الولايات المتحدة الأمريكية والحركة التقدمية والتى أفضت الى قوانين منع الإحتكار وضبط الاجور أيقنوا ان رواجهم لن يتأتى الا برواج المجتمع ذاته ما أدى لمفاهيم الرأسمالية الواعية
Conscious Capitalism
فى الإقتصاد .
ومن مفاهيم الرأسمالية الواعية ان المجتمع وحدة لا تتجزأ وان الميزان الطبقى هو الحامى لاستقرار ورواج المجتمع .
لا نتعجب اذا من تبرعات مليارديرات الغرب فهم قد تخطوا مراحل الرأسماليات البدائية الطفيلية وادركوا ان أرباحهم ستزيد مع مجتمع مستقر وطبقات لها الحق الأصيل فى الحراك الإجتماعى .
على الجانب الآخر وفى مجتمعات الرأسماليات الطفيلية سنجد الغالب هو مزيد من الترسيخ الإحتكارى والجشع وفقه الإنتهاب ولهذا لا نتعجب من صرخات رجال اعمال المنظومة الانتهابية طلباً لدعم الدولة ونأيهم بأنفسهم عن أى دعم للمجتمع الذى انتهبوه فهم ببساطة ابناء مفاهيم رأسمالية ( خد الفلوس وإجرى ) ( واللى مش حيتغنى فى عهدى مش حيتغنى)
وهى مفاهيم منظومات الرأسمالية الطفيلية البشعة التى عادت بعد عام ١٩٧٤ لترسخ الفقة الإقطاعى وتمركزات الثروة والذى كان هو الحاكم والغالب منذ منظومات الملتزم والمحتكر وشهبندر التجار لتأتى ثورة ١٩٥٢ جملة اعتراض قصيرة سرعان ما تم الإلتفاف عليها لتعود منظومات السلب والإنتهاب تحت اسم رجال الأعمال ولينتهى تماماً الأمل فى تحقيق شعار الرأسمالية الوطنية الحقيقية .
التعليقات مغلقة.