الراحلة
وائل هيبة
يا من تركتَ القلبَ طلاً
بعدما كانَ الرحيلْ
أوبعدما حانَ اللقاءُ
وقد عبرنا المستحيلْ
أولم تعاهدني
بأنكَ سوف تبقى
أولم تصفْ لي
كيف يصفو الحبُ
فيما سوف يأتي
في سنا العمر الطويلْ
غادرتني
كيف السماءُ وأنت أنجمها
أراها
أين فيها البدرُ ؟
أين الشمسُ ؟
أين الحلمُ في ليلٍ
وفي صفو المقيلْ ؟
يا من تركتَ الروحَ فارغةً
وكم ملأ اللقاءَ
إذا تنسمنا هواءً واحداً
عطرُ الأحاديثِ التي
كانت من الصفوِ الجميلْ
سامحتني
قل لي أما سامحتني ؟
عن كل ما قد كان مني
من كثير الهجر
والودِ القليل
سامحتني ؟
كم كنتَ تخبرني
بأنكَ غافرٌ
والآن كيفَ
وأنتَ للغفارِ ضيفٌ دائمٌ ؟
يا فجرَ يومٍ ضاحكٍ
ما كاد يشرقُ للدنا
حتي تغشته المنايا بالأصيلْ
يا ليتها كانت خطاي إليك مسرعةً
وما سَوّفْتُ يوماً
وألتجأت إلي الترددِ صاحباً
ومن التلكأ كي ألاقيكَ الدليلْ
يا نسمةً حملتْ ربيعَ الحبِ
فاستنشقتها
ذابت لكي احيا بدمي
كي أعيشَ العمر مختنقاً
سوى من رشفةِ الحبِ العليلْ
يا من تركتَ الأرضَ خاويةً
وإن مُلِئَتْ بغيركَ
يا جوادَ القلبِ
كلُ الكونِ
بعدكَ أنتَ يا أملي
بخيلْ
التعليقات مغلقة.