الراقصة والزنديق
عصام قابيل
راح الزنديقُ يتفحصها وهي تتراقصُ أمامه ..تارةً تُعري ساقيها وتارة تكشف عن ثدييها فلم يملك إلا أن قال لها وهو يسبح بحمد الشيطان:
سأنتصر من أجلك ،من أجل أن تعيشي خالدة ومن أجل أن أعيش معكِ كما أردت أن أعيش. قالت: لن أرضي بك إلا أن تعترف أنك كافرٌ بكل عقيدة إلا أن تُمجدني وتدعو الناس إلي السجودِ لي.
قال:
_ سيحدث ولكن المعركة شرسة ولن أدخر جهداً…سأبذل قصاري جهدي أن لا أسجد إلا لك.
قالت وهي تتمايل:
_ إن هذا لن يحدث إلا أن تجتمع أنت وكل الزناديق ويكون حواراً كيف نجعل الصدور تضيق ثم تحدد من العدو ومن الصديق فإن أهل الإيمان أوشكوا أن يضلوا الطريق.
قال:
_ إنها معركة أستمد فيها قوتي من شيطان عتيد …تَحّمَّلَ مؤنةَ المؤامرة منذ زمن بعيد ، ولن أستسلم إلا بالقضاء علي كل أوثان من يُعبِدون أنفسهم لغيب لا يعلمونه وينسون واقعاً صنعه مجد الزناديق…تباً لكل من آمن أنه لله عابد أو أراد لشرعه أن يسود…لامجال لهذا الجهل فزمن الإيمان ولي وبقي الفكر الجديد فكر صنعه الإنسان وسيكتب له الخلود.
لمعت عيناها وهي ترمقه ثم قالت وهي تستحثه:
لاحرمتك أيها الحبيب الرفيق. قال وهو يترنح بين ذراعيها: سأظل دوما أدافع عنك يادنيا الخلود فأنا لن أموت أبدا بل سأظل أستمتع بك وسأمحق كل عقيدة ودين وإلي اللقاء عندوادي الكفر السحيق.
لوح لها وهو يبتعد وقد إلتوي عنقه يتابعها فإذا بسيارة مسرعة تطيح به فطار في السماء وهوي علي الارض وهو يصرخ ويقول:
رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ
ولكن الله حسمها من قبل قال جل في علاه…(كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
التعليقات مغلقة.